احتفالا باليوم العالمي للغة العربية نظم مسلك الدراسات العربية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية يوما دراسيا في موضوع: "اللغة العربية: الهوية المتجددة ... وسبل النهوض"
تعتبر اللغة العربية من اللغات العالمية الكبرى، حيث يوظفها في العبادة أزيد من مليار من ساكنة الكرة الأرضية، و تصنف في المرتبة السادسة من حيث عدد الناطقين بها بين العديد من اللغات الطبيعية في العالم، زيادة على كونها محورا رئيسيا لحضارة كبرى ممتدة في الزمان و المكان. ورغم ذلك كله فان اللغة العربية تواجه، في العصر الراهن، تحديات داخلية و خارجية في العديد من المجالات، زيادة على إبعادها عن مجالاتها الحيوية و إحلال اللغات الأجنبية و العاميات المحلية محلها، و كل هذه الأخطار المحدقة باللغة العربية تعكس غياب سياسة لغوية واضحة في البلدان الناطقة بها. و اعتبارا لمكانة اللغة العربية و من أجل إبراز خصائصها، نظم مسلك الدراسات العربية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية يوما دراسيا في نسخته الثانية تحت عنوان "اللغة العربية : الهوية المتجددة وسبل النهوض"، يوم 10 مارس 2011 برحاب الكلية. افتتحت الجلسة الصباحية لهذا اليوم بكلمة للسيد محمد الدكس، عميد الكلية المتعددة التخصصات، التي تضمنت بعد شكره للأساتذة و الحضور بعض القضايا التي تخص التحدي اللغوي بالنسبة للغة العربية. من جهته أبرز الدكتور أحمد الطايعي أن اللغة العربية تواجه تحديات تستلزم مجهودات وإبداعات للنهوض بها، بعد ذلك قدم الأستاذ برنامج اليوم الدراسي الذي كان حافلا بالمداخلات،إذ توزعت أشغال اليوم الدراسي إلى شقين: الأول نظري تحليلي يجلي التحديات التي تواجهها اللغة العربية، و الآخر تحليلي و تطبيقي يبحث فيه المشاركون قضايا اللغة العربية المختلفة مع اقتراح الحلول الناجعة للنهوض بها. ففي الفترتين الصباحية و المسائية تنوعت المداخلات حسب المحاور التي اختلفت باختلاف أسئلة البحث في إشكالية اليوم الدراسي. ابتدأت سلسلة المداخلات في الفترة الصباحية بمداخلة للدكتور فؤاد بوعلي تحت عنوان "العربية بين السلطة و الهوية و التنمية" الذي أبرز من خلالها أن الدفاع عن اللغة هو دفاع عن الهوية و أن اللغة العربية غدت مكون أساسي للتنمية. اللغة العربية هي اللغة التي جاء بها أسمى دستور لدى المسلمين، كما أشار الأستاذ عبد الكبير حميدي في مداخلته المعنونة "من لغة العرب إلى لغة القرآن: الدلالات و المقتضيات" مقربا مكنون لغة القرآن، مقدما أسباب نزول الوحي القرآني باللغة العربية و ليس بلغة أخرى، ينضاف إلى ذلك مداخلة الدكتور دكيكي تحت عنوان "اللغة العربية و المعجم الالكتروني :إشكال الهوية و المواكبة" التي دعى من خلالها إلى تطوير المعاجم الالكترونية من أجل النهوض باللغة العربية، اللغة التي تعد أهم أدوات التواصل على الإطلاق نظرا لخاصياتها اللسانية، كما جاء في مداخلة الأستاذ عبد الكريم الداني التي كانت تحت عنوان "الخصائص اللسانية للغة العربية و رهان التواصل اللغوي" ، مقدما في ذلك مقارنة لسانية بين اللغة العربية و لغات أخرى. ليطرح بعد ذلك موضوع التعدد اللغوي الأستاذ الحسين كنوان في مداخلة بعنوان "التعدد اللغوي بين السلبي و الايجابي" مشيرا إلى أن من الدارسين من يرى أن التعدد اللغوي مدعاة للتفرقة العرفية. إن للمعجم دورا مهما في توسيع رقعة اللغة العربية و تنميتها، هذا ما جاء في مداخلة الأستاذ محمد لغريسي المعنونة "أهمية المعجم في تعليم اللغة العربية و النهوض بها"، في نفس الاتجاه أبرز أحمد البايبي في مداخلته أهمية الترجمة في تنمية اللغة العربية و أن ترجمة العلوم و الفنون إلى العربية ساهم في نقل مجموعة من المصطلحات من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية،ومن جهته أبرز الأستاذ محمد الأوراغي في مداخلته المعنونة "وصف اللغة العربية و تعليم قواعدها"، ضرورة تعليم قواعد اللغة العربية من أجل النهوض بها. ليقدم في الختام الأستاذ محمد العنوز بعض الخصائص التقنية للأسلوب الإداري و بعض التقنيات اللغوية للرسائل بالإدارة المغربية في مداخلة تحت عنوان "اللغة العربية في التحرير الإداري"، ليشير في آخر مداخلته إلى عدم وجود قوانين مضبوطة تحكم المراسلة الإدارية على مستوى المضمون التي يمكن اتخاذها نموذجا، و هدا ما يجعل عملية التحرير تخضع لما هو متعارف و متداول بالإدارات العمومية. و تجدر الإشارة إلى أهمية النقاش الذي تلى المداخلات في الفترة الصباحية أو المسائية، و ما شكلته تدخلات الأساتذة و الطلبة من إضافات نوعية في عمق الإشكالية المحورية لليوم الدراسي.