في يوم دراسي: حول اللغة العربية تحديات وحلول نظم مسلك الدراسات العربية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية يوما دراسيا احتفالا بيومها العالمي واستجابة لنداء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،في موضوع تحديات لغة الضاد والبحث عن الحلول لمشاكلها في منظومة اللغات ارتباطا بمختلف المجالات اللغوية اللسانية وارتباطا بالعولمة والتكنولوجيات الحديثة، يوم الاثنين فاتح مارس 2010 . وفي كلمته الافتتاحية عبر الأستاذ محمد الدكس عميد الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية عن ضرورة انخراط الجميع دفاعا عن المكون اللغوي الداخلي، والذي تمثل اللغة العربية أساسه وعمقه التواصلي للعرب جميعا، حيث أثار العديد من القضايا التي لها علاقة جدلية بموضوع اليوم الدراسي الذي يأتي ليضع جميع مكونات المؤسسة الأكاديمية التربوية في صلب عمق إشكالية الدفاع عن اللغة العربية والرقي بها وبناطيقها عبر العالم، والنهوض بها أكثر فاكتر لجعلها من الآليات التواصلية للتكنولوجيا الحديثة، ليخلص إلى أهمية مثل هاته المبادرات في دعم الإرادة العامة لمواجهة تحديات مواضيع راهنية، ويؤكد على القيمة العلمية المضافة للجامعات في إبراز مكامن النقص والبحث عن سبل التطوير والملئ. ومن جهته أطر الأستاذ احمد البايبي منسق مسلك الدراسات العربية للموضوع انطلاقا من مكانة اللغة العربية التي تعتبر من اللغات العالمية الكبرى، حيث يوظفها في العبادة أزيد من مليار ونصف المليار من ساكنة الكرة الأرضية، ويصنفها الخبراء في المرتبة السادسة من حيث عدد الناطقين بها بين أزيد من ثلاثة آلاف لغة طبيعية في العالم، زيادة على كونها واحدة من اللغات الرسمية المعتمدة في الأممالمتحدة، ومحورا رئيسا لحضارة كبرى ممتدة في الزمان والمكان، وأداة تواصل حيوية تتهافت اليوم، على تعلمها أمم شرقية وغربية ... ليضيف انه ورغم ذلك كله فإن اللغة العربية تواجه، في العصر الراهن، تحديات داخلية وخارجية في مجال الإعلام والاتصال والإدارة، وفي مجال التعريب والترجمة، وتحديات في نطاق النظم التربوية والطرق البيداغوجية، زيادة على إبعادها عن مجالاتها الحيوية وإحلال اللغات الأجنبية والعاميات المحلية محلها، وكل هذه الأخطار المحدقة باللغة العربية تعكس غياب سياسة لغوية واضحة في البلدان الناطقة بها. ومن تم تدخل الأستاذ محمد الصغيري عن اللجنة المنظمة في ذات السياق،ليشير انه بناء عن المعطيات السالفة الذكر جاءت مبادرة مسلك الدراسات العربية لعقد هذا اليوم الدراسي بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية استجابة لنداء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية قصد إبراز التحديات التي تواجهها هذه اللغة وصولا إلى وضح حلول، ومقترحات عملية لمواجهتها، مع إبراز مميزات وإمكانات لغة القرآن، حيث ومن شأن هذا اليوم الدراسي أن يبرز إسهام اللساني في قضايا اللغة العربية بما في ذلك التخطيط وتنظيم التعدد اللساني والتهيئة اللغوية. وقد كان البرنامج حافلا بالمداخلات، إذ توزعت أشغال اليوم الدراسي إلى شقين: الأول نظري تحليلي يجلي التحديات التي تواجهها اللغة العربية ، والآخر تحليلي وتطبيقي يبحث فيه المشاركون قضايا اللغة العربية المختلفة مع اقتراح الحلول الناجعة للنهوض بها. ففي الفترتين الصباحية والمسائية تنوعت المداخلات حسب المحاور التي اختلفت باختلاف أسئلة البحث في إشكالية اليوم الدراسي، بداية بتحديات اللغة العربية في مجال الترجمة وارتباطا بالعولمة وفق ما تطرقت له مداخلتي الأستاذين محمد لغريسي واحمد البايبي بحثا في اللغة ومكناتها اليوم وسط تجاد بات الأفكار الجديدة المعولمة للمنظور الشمولي لللغات التواصلية في ميادين الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتعليم، ومنه نسجت المداخلة الموالية للأستاذ مسلك ميمون خيوط اللغة العربية في المغرب بين الآراء باختلافها وانشغالات الباحثين فيها والمرتبطين بعمقها المعرفي الصرف، في إيجابة صريحة عن المسؤولية الجامعية والجماعية للدفاع عنها من خلال تطوير الآليات والبحث عن سبل ربط النظريات بالواقع المعاش، وهذا ما أكدت علية مداخلة الأستاذ سعيد كريمي في تناوله لشق أساسي للغة العربية كأداة للترجمة ونشر الثقافات الأجنية لدى عموم المعربين من خلال الترجمة الأدبية والفكرية لمختلف الكتابات، ومن تم التساؤل حول الأبعاد الحقيقية للترجمة في إيصال الأفكار كما جاءت في الأصول، بالإشارة إلى التحديات الاصطلاحيات وتشعب مناهل لغة الضاد من حيث المعنى والاصطلاح بالمقارنة مع لغات لها مجالات محدودة خلافا للغة العربية التي تبقى من أصعب اللغات في العالم دراسة وتمكنا، حيث تنهل هاته اللغة من أسمى دستور لدى المسلمين ألا وهو القرآن الكريم كما أشار الأستاذ عبد الكبير حاميدي مقربا مكنون لغة القران ومستحضرا اللغة العربية في تساؤلات مشروعة في كيف ولماذا انزل الوحي القرآني باللغة العربية وليس بلغة أخرى، لتكون بذلك لغة الضاد هي لغة الديانة الإسلامية المحمدية، وبالتالي فنشر الإسلام بالعالم له الأثر الإيجابي في نشر اللغة العربية أيضا من خلال نصوص القرآن، ليطر ح في مداخلتين شهدهما اليوم الدراسي موضوع التعدد اللغوي بالمغرب وعلاقاته باللغة العربية في مجال التعليم في إشارات للمشاكل والحلول للأستاذين عبد الكريم داني ومحمد السهول، حيث تناولا أبعاد اللغة العربية وتنوع اللهجات بالمغرب كمكونات للثقافات بالمغرب في عمق الثراث المغربي العربي البربري الأمازيغي الصحراوي مع تحديد المجال التعليمي بالمغرب الذي ثبت اللغة العربية كلغة تعليمية مزواجا لها بلغات أجنبية غربية، التحقت بها مؤخرا اللغة الأمازيغية كمادة تدرس في المنظومة التعليمية بالمغربية، وهنا أتيح المجال للمقارنات الغوية حيت تطرق الأستاذ محمد علي برادة لمقارنة سوسيوليسانية تاريخية متخذا اللغتين الألمانية والعربية نموذجا، فكان موضوع اللغة العربية ولغات الآخر محور مداخلة تلتقي مع ما سبق في نفس الاتجاه للأستاذ عثمان بيصاني طارحا للآليات التواصلية اللغوية بين الناطقين بالعربية وعلاقاتهم التواصلية بغير الناطقين بها مستهدفا التوصل لحوار لغوي ثقافي بينا وبين الأخر، ليطرح السؤال في الختام حول لماذا وكيف تدرس اللغة العربية للأجانب بالمغرب في مداخلة الأستاذ محمد اسماعيلي علوي مستعرضا الصعوبات والضرورات وما إلى ذلك في نظام تعليمي له ميكانيزمات خاصة تنبني على أسس ومعطيات تربوية أكاديمية . وتجدر الإشارة إلى أهمية النقاش الذى تلى المدخلات سواء في الفترة الصباحية أو الفترة المسائية، وما شكلته تدخلات الطلبة من إضافات نوعية في عمق الإشكالية المحورية لليوم الدراسي المتجلية في تحديات اللغة العربية، فكانت تساؤلات عموم المتدخلين جد هامة وأثارت العديد من النقاط التي أطرت ردور الأساتذة المشاركين، وساهمت في تحديد الخلاصات العامة لليوم الدراسي الذي سيتم نشره في كتاب لتعم الفائدة ولكي يستجد البحت والبحث أملا في التوصل إلى إيجابات ونتائج تعرض وتناقش في الذكرى الموالية في السنة المقبلة احتفالا بلغة الضاد مجددا في عيدها العالمي الذي يصادف الفاتح من مارس من كل سنة.