الأيام الثقافية الطلابية الأولى نجاح باهر وإبداع خلاق لطلبة الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية
على مدار ثلاثة أيام، وبرحاب الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية كان لطلبة وطالبات هاته المؤسسة الرائدة لقاء مع برنامج متكامل للأيام الثقافية الطلابية الأولى التي نظمت مابين 17 و19 مارس 2011 من طرف نادي اللغة بشراكة مع نادي اللسانيات تحت شعار:" من اجل إبداع ثقافي متميز" أطرها ونظمها طلبة الناديين بكل امتياز وإبداع طلابي متفرد بمتابعة لمصلحة الشؤون الثقافية للكلية، وإشراف للأستاذين محمد الغريسي واحمد البايبي.
بحضور الأستاذ محمد الدكس عميد الكلية والوفد المرافق له من السادة الأساتذة والإداريين يتقدمهم الأستاذين الغريسي والبايبي مؤطريي نادي اللغة ونادي اللسانيات، والأستاذ جمال كريمي بنشقرون رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والرياضية والتواصل، أعطى السيد العميد الانطلاقة الرسمية للأيام الثقافية بافتتاحه لمعرض الكتاب يوم الخميس 17 مارس2011، هذا المعرض الذي شكل نقطة ضوء كبيرة في البرنامج وفي رحاب الكلية بفضاء مكتبتها الجميلة، وكان فرصة للطلبة والطالبات الذين حلوا وبكثافة ضيوفا عليه، لكي يتعرفوا عن قرب على الكتب الجديدة والمراجع المهمة لهم في مسيرة تكوينهم التعليمي العالي وفي بحثهم العلمي المتواصل، حيث استجابت مكتبة الاعتصام بالرشيدية لرغبات اللجنة المنظمة من طلبة نادي اللغة، مشكورة على دعمها وهي تنخرط في هذا المعرض بكل عزم في مده بالكتب القيمة التي فاق عددها 2000 كتاب، والتي استحسنها الحضور الطلابي من خلال سجل الإرتسامات الموضوع بالمناسبة رهن إشارة الزوار،أضف إلى ذلك نسبة التخفيض المادي في أثمنة الكتب لصالح طلبة الكلية وأساتذتها، التي ساهمت في اقتناء نسبة مهمة جدا من تلك الكتب وخاصة الحديثة النشر منها.
من جهته نظم نادي اللسانيات ندوة على هامش اليوم العالمي للغة العربية تحت عنوان "أزمة اللغة العربية : الآفاق و التحديات" حيث تدخل هذه الندوة ضمن الأيام الثقافية الطلابية الأولى، التي عرفت مداخلات مهمة لطلبة نادي اللسانيات وتمحورت حول أفاق اللغة العربية وتحدياتها، وفي مداخلتها قدمت الطالبة هناء جبراوي تعريفا للغة العربية ومكانتها، متحدثة على أن اللغة العربية هي من أكبر اللغات انتشارا وأنها اللغة التي تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث الاستعمال، كما يطلق عليها العلماء الكبار لغة الضاد لاعتقادهم أنها اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف "الضاد"، وأشارت إلى أن العلماء قاموا بأبحاث عميقة تختص باللغة العربية من نحو وصرف وعروض...،لتضيف انه رغم تعدد التعاريف لها إلا أنها تتعدى كل ذلك وتعتبر اللغة الوحيدة الخالدة و الوحيدة التي تكتب من اليمين إلى اليسار، مؤكدة على أن اللغة العربية تستمد من الدين عروبتها كما تستمد قوتها وديمومتها من الكتاب العظيم كتاب الله عزوجل.
أما المداخلة الثانية للطالب عبد المجيد صرودي، فكانت حول خصائص اللغة العربية قائلا بأن كل من يتكلم اللغة العربية يجب عليه أن يذود عليها و يوليها عناية فائقة وحفظها من اللحن، متطرقا لاختلاف العلماء في تعريف اللغة العربية مرجعا كثرة التعاريف وتعددها إلى ارتباط اللغة العربية بكثير من العلوم، متحدثا أيضا على أن اللغة العربية تميزت بعدة ظواهر لغوية تدل على مدى سعتها وثرائها وسعة الدلالة فيها على المعنى .
ومن جهته تحدث الطالب عبد العزيز بن واحي عن اللسانيات واللغة العربية في محور مداخلته معتبرا أن اللسانيات تسعى إلى وضع نحو كلي لجميع اللغات كما تسعى أيضا إلى إبراز تقنيات الكتاية في جميع اللغات، ليعرج قائلا على أن النحو التوليدي التحويلي هو من أهم المناهج، لكن عندما نتحدث عن اللسانيات فليس النحو التوليدي التحويلي هو الأبرز في هذا المجال بل هناك أيضا اللسانيات البنيوية واللسانيات الوظيفية.
وفي المداخلة الرابعة تطرقت الطالبة رجاء غزواني بدورها إلى أن اللغة تخلق الإنسان أكثر مما يخلقها الإنسان، كما ذكرت بعض التحديات التي تعاني منها اللغة العربية، كالعولمة التي أفقدت اللغة العربية مكانتها في ظل كثرة وسائل الإعلام الحديثة على عكس الصورة التي كانت عليها اللغة قديما، إضافة إلى تحدي التداخل بين العامية و الفصحى، زيادة على تحدي اللغة العربية والفرونكفونية وخصت بالذكر اللغة الفرنسية باعتبارها اللغة الرئيسية الممثلة للثقافة الفرانكفونية.
وبخصوص الأفاق تناولت الطالبة مريم المنصوري اللغة العربية كأنها القائد الأعلى لجميع اللغات مؤكدة على ضرورة إيلائها الاهتمام والعناية الفائقة لما قد يخل بها من لحن وترجمة...، كما أن النهوض باللغة العربية مسؤولية الشعوب والحكومات العربية الغيورة على لغتها تضيف الطالبة المحاضرة وتؤكد، داعية إلى ضرورة وجود معاهد ومدارس لتعليم اللغة العربية بالنسبة للغير الناطقين بها.
وكأخر مداخلة تطرق الطالب يوسف العمراوي في محوره حول الحلول المقترحة لتجاوز التحديات إلى بعض الحلول المقترحة لتجاوز المشاكل التي تعاني منها اللغة العربية، معتبرا أن الإصلاح يكمن أساسا في دراسة اللغة العربية في المؤسسات التعليمية والمعاهد الثقافية بالشكل الذي يليق، كما أن التعليم الابتدائي هو النقطة الأولى والأساسية لتعليم اللغة العربية بشكل مثين، إذ من شان الاهتمام أكثر بهذا المستوى التعليمي أن يجعل ناشئتنا تتشبث بلغتها الأم.
وقبل أن يفتح رئيس الندوة الطالب عبد العظيم الحفياني باب النقاش تقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا العمل القيم الذي يدخل ضمن الأنشطة الثقافية والعلمية التي يقوم بها نادي اللسانيات ونادي اللغة برحاب الكلية المتعددة التخصصات، بعد ذلك أعطى الكلمة للأستاذ محمد الغريسي مؤطر نادي اللغة الذي نوه بالمجهودات التي بدلت من طرف طلبة نادي اللسانيات من خلال تنظيمهم وتأطيرهم لهذه الندوة، شاكرا كل الطلبة والطالبات أعضاء الناديين على هذا العمل التشاركي المهم، ومن خلالهم كل الأطراف التعليمية والتأطيرية للكلية المتعددة التخصصات التي فتحت هذا الورش المهم وسارت عن نهج قويم في تفعيله، ليفتح بعد ذلك باب النقاش، وييتم تطعيم الأفكار بتدخلات قيمة للطلبة الحاضرين، حيت أسهموا في إشكالية الندوة بكل جرأة معرفية، وحرية فكرية جعلت الطلبة المحاضرين وزملائهم المناقشين والمتدخلين يلتقون في محاور شتى بشان لغتهم العربية،ويجمعون على ضرورة الدفاع عنها كلغة تعليمية تاريخية وعالمية.
وفي صباح يوم الجمعة 18 مارس 2011 نظم طلبة نادي اللسانيات حلقية علمية حول المناهج النقدية بساحة الكلية بحضور الأساتذة احمد البايبي ومحمد الغريسي واحمد الطايعي، شكلت محطة فكرية لحلقة علمية أعادت الأذهان إلى حلقات العلم وفضاء أكورا التاريخي، لما للحلقة من طابع مغاير لنظام التلقي الأكاديمي بشكله الروتيني، يقول الأستاذ البايبي مصرحا، معتبرا أنها من أهم محطات التكوين الحر التلقائي التي افتقدته المؤسسات الجامعية مند أزيد من عقدين، فكانت مناسبة للتبادل الفكري بين الطالب وأستاذه والطالب وزميله في المجال النقدي ارتباطا بالمناهج وبيداغوجيا التدريس بالجامعة.
وفي فترة ما بعد زوال نفس اليوم نظم نادي اللغة مائدة مستديرة حول" التعدد اللغوي للتراث المحلي لمنطقة الرشيدية"بتأطير كل من الأساتذة محمد الغريسي أحمد البايبي أحمد الطايعي عبد الواحد الدكيكي وبتنشيط الطالب صابر وحيدي علوي، حيث تم مناقشة بعض القضايا اللغوية التى يواجهها سكان منطقة الرشيدية،مرورا بازدواجية اللغة بين الأمازيغية واختلاف اللكنات من منطقة إلى أخرى، فكانت بذلك مائدة النقاش حافلة بالمداخلات والمناقشات الجادة تعميما للفائدة من خلال موضوع ثقافي جدلي أبان جميع الحاضرين والمتدخلين بشأنه عن حس نقدي تحليلي متميز نابع عن الحوار الهادف، والمعتمد على التواصل الفكري المبني على معطيات تاريخية طبعت النقاش الحاد أحيانا حول التعدد الثقافي والغوي بالمغرب.
وفي نهاية هاته الأيام الثقافية الطلابية الأولى، شهد فضاء مكتبة الكلية يوم السبت 19 مارس 2011 حفلها الإختتامي الذي شكل عرسا ثقافيا متنوعا و عرف حضورا طلابيا كثيفا، وتميز بحضور عميد الكلية وبعض أساتذتها وإدارييها، وكان فرصة أبان من خلالها طلبة ناديي اللغة واللسانيات عن كفاءتهم التنظيمية، كما أبان باقي الطلبة المنخرطين بالأندية، وعامة المشاركين من الطلبة والطالبات عن حسهم الإبداعي والفني، خاصة في الجانب المسرحي الفكاهي الهزلي، وذلك من جهة أولى لطلبة محترف كروتفسكي للمسرح الجامعي للكلية في سكيتش تناول موضوع لغة الضاد بشكل هزلي فكاهي نال إعجاب الحاضرين وصفقوا له كثيرا، وطلبة ناديي اللغة واللسانيات من جهة ثانية في اسكيتشين هزليين ثقافيين لهما علاقة بالبحث العلمي والإبداع الشعري استحقا تصفيقات الحضور واستحسانهم لفكرتيهما المحورتين.
كما عرفت فقرات الأمسية تنوعا مابين الإنشاد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءات الأشعار والقصص التي انتقتها لجنة التحكيم المكونة من الأساتذة احمد الطايعي و، البشير تهالي ، عثمان بيصاني ، بشرى السعيدي في صنف الشعر العمودي والحر باللغتين العربية والفرنسية، والأستاذ محمد اشويكة الذي اغتم الطلبة المنظمون حضوره بالمهرجان السينمائي الجامعي السادس للرشيدية واستدعوه للحضور والإشراف على مسابقة القصة القصيرة كعضو في لجنة تحكيمها إلى جانب الأستاذ حسن لشهب في هذا الصنف الإبداعي معبرا عن سعادته واشتياقه للنشاط الطلابي بالجامعة في كلمة له بالمناسبة.
و تجدر الإشارة إلى المسابقة في الشعر والقصة القصيرة قد عرفت مشاركة مكثفة لطلبة المؤسسة في إبداعات متميزة نالت استحسان أعضاء لجنتي التحكيم حيت عبروا عن ذلك وبكل صراحة مقدمين بعض النصائح ومدعمين أقوالهم بالتراث الثقافي العربي مروا بالكتابات النظرية والكتابية الإبداعية لنخبة من الكتاب والأدباء بالشكل الذي جعل الطلبة يتلقون على أيديهم محاضرات تكوينية من نوع أخر وفي إطار ثقافي بعيد عن قاعة الدرس الأكاديمي، كما ولو أن الطلبة في ورشة للتكوين في الكتابة الشعرية والقصصية.
وهكذا اختار أساتذة لجنتي التحكيم ثلاثة مساهمات من كل صنف إبداعي تم إلقاؤها على مسامع الحضور الذي استمع كثيرا بالإبداع الطلابي لشعراء وكتاب المستقبل القريب، ليتم تتويج الطالب عبد الحميد العمري بجائزة أحسن إبداع شعري عمودي، وتتويج الطالبة فاطمة مراد بجائزة أحسن إبداع شعري حر، وتتويج الطالبة فدوى بوزكري بأحسن إبداع في القصة القصيرة، وتتويج الطالبة عائشة علوي حسني بأحسن إبداع شعري حر باللغة الفرنسية، كما خصصت لجنة تنظيم الحفل الختامي جائزة للجمهور من خلال مسابقة خاصة فاز بها الطالب عبد الرزاق كنيوي. إنها صورة موجزة عن حفل ترك بصمته في نفوس كل الطلبة والأساتذة والإداريين، قال بشأنه عميد المؤسسة بأنه محطة ثقافية بارزة أبانت عن التطور الذي حدث، والذي نلمسه اليوم في إبداع أنامل طلبة مؤسستنا بكل احترافية بلورت لشعار الأيام الثقافية على أرضية الواقع، وأماطت اللثام عن أي غموض يكتنف ما وراء الفعل الثقافي الجامعي بكل أوراشه من أهداف تأطيرية جد نبيلة وخلاقة تحمل في طياتها أبعادا ومرامي، بنظرة ثاقبة وبعد نظر كل المكونات المشاركة بدينامكية التلاقح الثقافي والتشارك الفكري، وهو ما أكد عليه الأستاذ احمد البايبي مؤطر عمل نادي اللسانيات بالكلية، معبرا على أن الأساتذة كانوا خلال هاته الأيام مؤطرين وليس بمؤطرين بكسر الطاء، اعتبار لما يكتنزه طلبة وطالبات إقليمالرشيدية من مواهب وكفاءات، كانت نموذجا لها الطالبة كنزة كريمي منسقة عمل نادي اللغة ومديرة الأيام الثقافية الأولى وهي تبدع مع خلية اللجنة التنظيمية الطلابية كخلية نحل لم تكل ولم تمل حتى تحقيق ما طمحت إليه، ففي كلمتها شكرت الجميع وخصت بالذكر عميد المؤسسة وأساتذتها واطر مصلحة الشؤون الثقافية على الدعم والتوجيه والمساندة، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح فكرة الأيام الثقافية الطلابية الأولى، بكل عزم خاتمة كلمتها بشعار التقاء الإرادة والعزيمة أملا في نصرة العمل الثقافي الجاد والهادف لكلية أخدت على عاتقها خلق الإشعاع الثقافي العلمي من موقعها كمؤسسة أكاديمية قريبة من المحيط منفتحة علية بكل مكوناته وشرائحه.
عن خلية الإعلام والتواصل للكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية