تحت شعار" الرياضة آلية للتواصل والتنمية البشرية " وفي إطار انفتاح المؤسسة الأكاديمية على محيطها الخارجي، وهدفا في مد الجسور الرياضية بين الطلبة وغيرهم من الشباب الرياضي، نظمت الجمعية الرياضية للكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية أمسية رياضية برحاب السجن المحلي للرشيدية، حيت أجرى نادي كرة القدم المصغرة ذكور للكلية مباراة ودية ضد فريق السجن المحلي بملعب المؤسسة السجنية يوم الأربعاء 16 مارس 2011. وهي المبادرة الأولى من نوعها للمؤسسة الأكاديمية في علاقتها مع مؤسسة التهذيب والإصلاح بالرشيدية، أملا في خلق ذلك الانسجام المنشود بين السجين ومحيطه، من خلال المنفذ الرياضي وما تشكله الرياضة عموما، وكرة القدم خاصة في مجال التواصل والاحتكاك، ليتم بذلك ربط السجين بمحيطه الخارجي بالشكل الذي يسهل عملية الإدماج فيما بعد قضاء العقوبة السالبة للحرية وفق الآليات والتدابير الاجتماعية التي تتهجها وزارة العدل وتسعى لبلورتها بشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات الفاعلة.
فكانت المبادرة جد مميزة وأبانت عن مؤهلات رياضية للسجناء وكذا طلبة الكلية، حيت استمتع الجمهور الحاضر بلقاء ودي رياضي متميز، شكل أرضية للعمل المستقبلي على كافة الأصعدة، وشكل اللقاء عرسا رياضيا احتفاليا وفرحة لا توصف، مما يؤكد على ضرورة تكرار مثل هاته المبادرات وتفعيل برامج مشتركة في هذا الإطار مع المؤسسة السجنية، بكل ما تحمله من أوراش تنموية في جعبة عملها التربوي التهذيبي والإصلاحي للجناحين والجناة. وبعد نهاية المباراة الرياضية التي استمتع بها الجميع، والتي آلت نتجتها النهائية لفائدة فريق الكلية المتعددة التخصصات، اشرف الأستاذ الماحي بن عبد الرحمان مدير مؤسسة السجن المحلي ، و الأستاذ جمال كريمي بنشقرون رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والرياضية والتواصل بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، بحضور عدد من الأطر العاملة بالسجن يتقدمهم السيد نائب مدير السجن، والسيد محمد صغيري المسؤول عن الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية ، وكذا مدربي الفريقين وحكام المباراة، على حفل توزيع الميدليات والشواهد التقديرية على جميع اللاعبين من الفريقين والكؤوس التذكارية التي خصصتها الجمعية الرياضية للكلية ، حيت نال فريق الكلية كأس المباراة الأولى التي تسلمها الطالب مصطفى الحسناوي عميد الفريق تحت تصفيقات الجميع وتشجيعاتهم، كما تسلم اللاعب كمال أسنوس كأس أحس لاعب في المباراة من فريق المؤسسة السجنية، التي تسلم عميد فريقها أيضا كاس المباراة الثانية، على إيقاع تحايا الحضور لهاته المبادرة الهامة والتاريخية، التي قال مدير السجن بشأنها شاكرا الكلية باسمه ونيابة عن الجميع، اطر وعاملين وسجناء أنها فرصة لتنمية روح التفاعل والتواصل، محييا عميد الكلية وأطرها وجمعيتها الرياضية إيمانا منه بالدور الفعال الذي يضطلع به المجتمع المدني والمؤسساتي في المساعدة على تأهيل السجناء وتيسير عملية إدماجهم الاجتماعي، مؤكدا على أن هاته المبادرة ستبقى راسخة في أذهان من شاركوا فيها وفي ذاكرة المؤسسة، خاصة وأنها المرة الأولى التي قربت المسافة الرياضية بين الطالب الجامعي وسجين الحق العام، والتي ستشعرنا وتشعر هؤلاء السجناء بتقليص الفوارق بينهم وبين شباب المجتمع المدني الكبير، وما الشواهد التقديرية المقدمة من طرف الجمعية الرياضة للكلية إلا دليل على توثيق هذه المناسبة الرياضية وترسيخها تاريخيا، إذ انه لأول مرة أيضا يتم تقديم شواهد للسجناء في هذا الإطار من طرف مؤسسة جامعية. من جهته ونيابة عن السيد عميد الكلية المتعددة التخصصات الأستاذ محمد الدكس رئيس الجمعية الرياضية للمؤسسة عبر الأستاذ جمال كريمي بنشقرون رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والرياضية والتواصل بالمؤسسة والكاتب العام للجمعية الرياضية عن سعادة الطلبة وجميع اطر المؤسسة وجمعيتها الرياضية بالفكرة مند اقتراحها، مضيفا على أن الكلية تفتخر بمدى تفعيلها لما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تلاه من قوانين منظمة مؤطرة وداعية للانفتاح التربوي والأكاديميي والثقافي والرياضي، شاكرا حسن الاستقبال والتنظيم داعيا إلى اقتراح و تفعيل مبادرات أخرى في المستقبل القريب.