اصدر مجلس الامن الدولي بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مساء الخميس قرارا يجيز تنفيذ ضربات جوية ضد نظام معمر القذافي لمنعه من استخدام الطيران ضد المناطق المدنية.ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الامن بموافقة عشرة اصوات وامتناع خمسة عن التصويت استعمال "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين وفرض وقف لاطلاق النار على تشكيلات الجيش الليبي بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية. لكنه يؤكد انه لا يجيز احتلال اي جزء من ليبيا. كما يفرض القرار منطقة حظر جوي لا يستثنى منها سوى الطلعات الانسانية حصرا.وصدر القرار باغلبية 10 اصوات من اصل 15 يتألف منهم مجلس الامن. وقد امتنعت روسيا والصين عن التصويت ولكنهما لم تستعملا حق النقض (الفيتو) لاسقاط مشروع القرار. كما امتنعت المانيا والبرازيل والهند عن التصويت.سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس قالت ان بلادها "تقف الى جانب الشعب الليبي وتطلعه الى حقوق الانسان". واضافت ان "مجلس الامن تجاوب مع نداء مساعدة الشعب الليبي. هذا التصويت هو استجابة قوية لاحتياجات ملحة على الارض".وقال سفير الصين لي باودونغ الذي يتولى رئاسة مجلس الامن خلال اذار/مارس انه كان "على الدوام معارضا لاستخدام القوة في العلاقات الدولية".رد فعل نظام القذافي سيف الاسلام نجل معمر القذافي اعلن الجمعة ان ليبيا "ليست خائفة" من القرار الذي اصدره ضدها مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع. وقال سيف الاسلام متحدثا لشبكة "ايه بي سي" الاميركية من طرابلس "نحن في بلدنا ومع شعبنا ولسنا خائفين". وتابع "لن نخاف ولن تساعدوا الشعب ان قصفتم ليبيا لقتل ليبيين. سوف تدمرون بلادنا. ولا احد مسرور بذلك".وكان اعلن الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم مساء الخميس ان ليبيا مستعدة لوقف اطلاق نار ضد الثوار.وقال الكعيم في مؤتمر صحافي "اننا جاهزون لهذا القرار لكننا محتاجون ان نتكلم مع طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين". دول عديدة تعلن استعدادها للمشاركة العسكرية واعلن الاتحاد الاوروبي استعداده لتطبيق القرار "في حدود امكانياته" وان المسألة ستكون على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الاوروبية الاثنين في بروكسل ثم في قمة رؤساء الدول والحكومة المقررة يومي الخميس والجمعة. من جهتها اعلنت المتحدثة باسم حلف شمال الاطلسي ان الحلف سيناقش الجمعة دوره في العمليات في ليبيا. واضافت المتحدثة انه "من اجل قيام الحلف الاطلسي باي عملية. يجب اثبات الضرورة بان يتحرك الحلف وان يكون هناك دعم اقليمي قوي وقاعدة قانونية واضحة مثلما اقره وزراء دفاع الحلف الاطلسي" الاسبوع الماضي في بروكسل. كما رحبت قطر الجمعة بقرار مجلس الامن الدولي السماح باستخدام القوة ضد نظام معمر القذافي مؤكدة انها ستشارك في العملية العسكرية المرتقبة في ليبيا. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله "رحبت دولة قطر بقرار مجلس الامن بشأن الحالة في ليبيا". واضاف ان "دولة قطر واستنادا الى قرار مجلس الامن قد قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا". بدورها اعلنت وزيرة الدفاع النروجية غريتي فاريمو الجمعة ان النروج ستشارك في العملية العسكرية في ليبيا بعد صدور الضوء الاخضر من مجلس الامن. كما اعلنت بولندا استعدادها لتقديم طائرات نقل للمشاركة في العملية العسكرية في ليبيا لكنها استبعدت المشاركة في قوة ضاربة في هذا البلد على ما اعلن وزير الدفاع البولندي بونغدان كليه. الضربات الجوية ضد نظام القذافي ستبدأ "في غضون ساعات" بمشاركة فرنسية (باريس)
في هذا الوقت اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان ان الضربات الجوية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي ستبدأ "في غضون ساعات" وان القوات الفرنسية "ستشارك" فيها. واكد المتحدث ان هذا التدخل العسكري "ليس احتلالا لارض ليبية" بل "جهاز ذو طبيعة عسكرية من اجل حماية الشعب الليبي والسماح له بالوصول الى نهاية مطالبته بالحرية وبالتالي سقوط نظام القذافي". واضاف باروان ان "الضربات ستجري سريعا .. في غضون ساعات" بدون ان يحدد في الوقت الحاضر "متى وكيف وعلى اي اهداف وبأي شكل". وقد رحب اهالي بنغازي شرق ليبيا بقرار مجلس الامن واحتشدوا بعشرات الالاف في المدينة على وقع ابواق السيارات وازيز الرصاص واطلاق الالعاب النارية . وقد استمر التجمع حتى ساعات الفجر. ميدانيا قصفت قوات القذافي الجمعة مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي يسيطر عليها الثوار بعدما استهدفها الليلة الماضية قصف بالاسلحة الثقيلة. وفق ما افاد متحدث باسم الثوار لوكالة فرانس برس.