المرصد المغرب للثقافة ينتقد أسلوب التعامل مع الأدباء علن المرصد المغربي للثقافة، جمعية غير حكومية، عن مواصلة عدد من الكتاب المغاربة من مدن متعددة اعتذارهم عن المشاركة في مجموعة من الندوات المقررة باسم وزارة الثقافة المغربية أو بالاشتراك معها، في المعرض الدولي للكتاب في دورته ال17 في مدينة الدارالبيضاء، زيادة على مثقفين عرب قدموا اعتذارهم عن الحضور، احتراماً لموقف المقاطعة. وأعلن المرصد المغربي للثقافة، في بيان أرسله ل"العربية.نت"، أن موقفه القاضي بالمقاطعة، يصفها المراقبون في المغرب بأنها غير مسبوقة، يأتي نتيجة أساليب التعامل مع الأدباء في ملف الثقافة ككل، كما أن لا شيء تغير في كل ما كان مثار احتجاج المثقفين في الدورة السابقة، فمشاريع الورش الكبرى التي تباشرها وزارة الثقافة متوقفة، كالمتحف الوطني والمعهد الوطني للموسيقى والرقص. وأضاف البيان أن الحكومة لم تستطع بلورة أي تصوّر وطني للعمل الثقافي يلبي تطلعات المثقفين، بل ظل عملها ارتجالياً تخلت فيه عن مكتسبات ذات أهمية على مستوى دعم الكتاب، والجمعيات الثقافية، والاعتناء بدور الثقافة، وتنظيم المعارض الجهوية، والأسابيع الثقافية واللقاءات الفكرية والوضع الاعتباري للمثقف. وأكد المرصد المغربي للثقافة مواصلته العمل التنسيقي التشاوري، مع كل المثقفين أفراداً ومؤسسات مدنية في مجموع المغرب دفاعاً عن الفعل الثقافي، معبراً في السياق ذاته عن بالغ الاعتزاز بكل المواقف الواقعية الشجاعة للكتاب الذين قاطعوا الترشح لجائزة المغرب للكتاب أو سحبوا مؤلفاتهم، وهو ما تعكسه عدد المؤلفات المترشحة، والتي تم الإعلان عن عددها البالغ 81 عملاً في جميع فروع المعرفة. وناشد في السياق ذاته باقي المثقفين المغاربة من أجل الاعتذار عن المشاركة أو الحضور في الأنشطة الحكومية التابعة لوزارة الثقافة أو أية وزارة أخرى. وندد المرصد المغربي للثقافة بالطريقة التي يتم بها التحضير لمعرض الكتاب في مدينة الدارالبيضاء، الذي يعتبر أكبر حدث ثقافي مغربي يحتفي بالكتاب، عبر تهميش الناشرين وإقصائهم من اقتراح التصورات والبرامج الثقافية، ما سيؤدي وفق المرصد إلى فقدانه البريق المأمول والنجاح المرجو. من جهتها، أوضحت وزارة الثقافة أن اللجنة الخاصة بإعداد البرنامج الثقافي للدورة ال17 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، الذي حدد له الفترة الممتدة ما بين 11 و20 فبراير/ شباط المقبل، تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، أكملت أشغالها بإعداد برنامج وصفته بالمتنوع وبالغني من الندوات واللقاءات، بمشاركة نخبة من الباحثين والمثقفين والكتاب والمبدعين المغاربة والأجانب. وأوضحت الوزارة أن لجنة التنسيق مع ضيف الشرف لهذه الدورة، إيطاليا، أتمت أشغالها، بإعداد مجموعة من الأنشطة سيتم تنظيمها بالمناسبة. ودورة العام 2011 من المعرض الدولي للكتاب في المغرب، بحسب وزارة الثقافة، يشارك فيها الفيلسوف إدغار مورين (Edgar Morin)، الذي سيفتتح البرنامج الثقافي للدورة بلقاء مفتوح، كما سيحضر آلان كريش (Alain Gresh)، ومن المثقفين العرب، أكد حضوره كل من جابر عصفور، عبدو وازن، صلاح فضل، كاظم جهاد، أحلام مستغانمي، محمد سلماوي، وحسين جمعة. ويشير برنامج المعرض إلى لحظات تصفها وزارة الثقافة بالمتميزة، عبر تنظيم 3 جلسات، تتمحور الأولى حول ذاكرة محمد عابد الجابري، والثانية حول ذاكرة محمد أركون، والثالثة حول ذاكرة إدمون عمران المالح، وذلك عرفاناً لما قدمه هؤلاء "الراحلون الكبار" للإنسانية من إبداع فكري وأدبي. هذا وستشهد هذه الدورة تنظيم لقاءين تكريميين لكل من الشاعر محمد بنطلحة، والكاتب المسرحي عبدالكريم برشيد اللذين "بصما بإبداعاتهما على حضور قوي ومشع" في مجال الكتابة الشعرية والمسرحية. إلى ذلك أعلنت الثقافة المغربية أن لجان جائزة المغرب للكتاب باشرت أشغالها وهي لجنة السرود والمحكيات، ولجنة العلوم الإنسانية والقانونية، ولجنة الترجمة، ولجنة الدراسات الأدبية ولجنة الشعر.