ذكر مصدر من السلطة المحلية بالدارالبيضاء، أن وزارة الداخلية بصدد تعيين لجنة خاصة لتفريغ حقينة أزيد من عشرين سدا، ممتلئة عن آخرها، بفعل مياه أمطار الأيام الماضية.. تحسبا لاستيعاب أمطار أخرى في الفترة المقبلة، وتفادي الفيضانات. وتتكون اللجنة من مهندسين وتقنيين متخصصين في تفريغ حقينة السدود. وخوفا من غرق منطقة الغرب بأكملها بعد التفريغ المرتقب لحقينة السدود، جرت الاستعانة بوسائل تقنية ولوجيستيكية لبعض المقاولات الخاصة، للحفاظ على حركة السير على الشبكة الطرقية، والتحكم في مجرى المياه بعد فتح أبواب السدود، التي تراقبها فرق خاصة من الدرك الملكي. وجاء قرار تفريغ السدود بعدما بلغت جميع السدود الواقعة بحوض نهر سبو أقصى مستوياتها في ما يتعلق بمعدل الملء، كما سجلت نسبة تدفق عالية. وبلغ معدل ملء سد القنصرة، على وادي بهت، أحد روافد سبو، نسبة 114 في المائة، في حين، تجاوزت نسبة التدفق 300 متر مكعب في الثانية، وهو حجم لم يسبق بلوغه، منذ بناء هذا السد سنة 1932. وعبر عدد من سكان منطقة الغرب عن تخوفهم من قرار وزارة الداخلية، بعد أن اجتاحتهم الفيضانات الأخيرة، ودمرت منازلهم وعصفت بمحاصيلهم الزراعية، واعتبر أحد سكان سيدي سليمان القرار "مجازفة وخطرا، يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة". وتعتمد اللجنة الخاصة، التي جرى تعيينها، على نظام الإنذار المبكر للسكان بمناطق عدة، كسيدي سليمانوسيدي قاسم، إضافة إلى المتابعة المستمرة لحركة المياه، سواء في السدود، أو عند مخارجها بالأنهار الثلاثة، بهت ومدا وسبو. ومن المنتظر أن يعمل رجال السلطة المحلية، وعناصر الدرك الملكي، والوقاية المدنية، على إجلاء مئات السكان، الذين تقع منازلهم قرب السدود المحددة لتفريغ حقنتها. كما سيجري إغلاق عدد من الطرق، من بينها الطريق الوطنية رقم 1، على مستوى المقطع الطرقي سيدي علال التازي- موغران، التي سبق أن شلت الحركة بها بسبب فيضان واد بهت، والطريق الجهوية رقم 413، الرابطة بين سيدي قاسم وسوق أربعاء الغرب، على مستوى مشرع بلقصيري والخنيشات، التي أغلقت بسبب فيضان وادي سبو. وذكر مصدر جيد الاطلاع أن نسبة الملء بلغت 120 في المائة بالنسبة لسد القنصرة (بإقليمالخميسات)، و104 في المائة بسد إدريس الأول، و103 في المائة بسد باب لوطا (إقليمتازة )، و101 في المائة بسد تاهلة (إقليمتازة)، و100 في المائة بسد بوهودة (إقليم تاونات). وعرف حوض سبو، خلال السنة الماضية، عجزا مائيا يقدر ب 30 في المائة بالنسبة لملء السدود، و10 في المائة بالنسبة للتساقطات. وسجلت نسبة تدفق بعض الأنهار، كوادي بوركايز، ووادي عين الشقف، قرب فاس، تراجعا بنسبة 80 في المائة. وأشار المصدر نفسه إلى أن سد الوحدة، الذي امتلأ عن آخره بالمياه، جنب آلاف السكان بسهل الغرب من الكارثة. في السياق ذاته، مازالت العديد من الدواوير والجماعات محاصرة بكل من سيدي قاسموسيدي سليمان، وذكرت مصادر من عين المكان أن دوار بلقصيري مازالت كل الطرق المؤدية إليه محبوسة، وأن دوار آيت داود الواد لم يتوصل سكانه، منذ بداية توزيع المساعدات الغذائية، بالأغطية والأفرشة، ما حتم على العديد من سكانه المبيت في العراء، في ظروف مأساوية. وراسلت جمعيات حقوقية وفعاليات حزبية الوزير الأول، عباس الفاسي، لإعلان جهة الغرب منطقة منكوبة، مشيرين إلى أن الإسعافات لم تشمل كل منكوبي الفيضانات الأخيرة، التي ضربت جهة الغرب- الشراردة- بني حسن.