قصيدة: لكنها تدور

قالوا الأرض تدور
و أنا واقف كعمود بيدر
أهلكه دوران البهائم
قضمته حبال المحال
أن يدر من فراغ قمحا للأطفال

قالوا الأرض تدور تدور
صرخت فيهم كالمجنون
هاتوا إذا البرهان
و ما الفرق عندكم
بين تفاحة آدم
و تفاحة نيوتن
إن كنتم للأمر تدركون

من ينتظر المهدي انتظار غودو
في بكيت عليهم جميعا قال
الأولى مباركة و الثانية شيطانية
فرد من يتبع في يومه بالحرف
مُدَوَّنة السَّيْرِ
الأولى أصل و الثانية لا فرع و لا فصل
أما الذي يخفي في جيب بذلته الأمريكية
المسبحة و الكتاب فقال
كلاهما عندي سواسية
جزاء الهنا فيلا و عربية
و إن أردت فمركبة فضائية
و جزاء الهناك
حور عين بالجملة و ببلاش
و جنان أبدية

و انا المسكين بقيت أدور
على عمود البيدر و أقول
سحقا للإمبريالية
فلسطين عربية
و قمح أطفالي ترسله في أكياس
بالمجان
وكالات الغوث الأمريكية
فسحقا سحقا
لمن كان السبب
في عرينا في ذلنا
في جوعنا
و سحقا لمن يردد دون حشمة
سحقا للإمبريالية