تم وضع لافتات في جميع أحياء المدينة يستدعي فيها رئيس المجلس البلدي المجازين المعطلين وحاملي الشهادات وكذا أساتذة التعليم الخاص لمناقشة قضايا تهمهم من قبيل ملف النقل الحضري والتجزءات السكنية وهي أمور لابد أنها ستثير فضول العديد خصوصا الذين جثمت البطالة على صدورهم لسنين عجاف طويلة لم ينفع فيها تدخلات أو انتخاب أشخاص أو أحزاب بعينها. ويوم اللقاء الثاني تفاجأ رئيس مركز الدراسات والتنمية بعدد الحضور حيث كان يظن أن عدد المعطلين أقل من الحاضرين رغم أن الجمعية اسمها مركز الدراسات وللتوضيح فقط فعدد المعطلين الحاضرين للقاء وحسب تقديراتنا لا يمثل حتى نسبة 10 بالمائة فبالأحرى أن يكون ذلك هو إجمالي عدد المعطلين ومركز الدراسات جمعية تأسست بإيعاز من رئيس المجلس البلدي في ظروف غامضة وحاولت بشكل من الأشكال أن تمثل معطلي المدينة رغم اعتراف رئيسها أنها لا تمثلهم وإقرار رئيس المجلس البلدي أنها تمثلهم ويجب الانخراط فيها للاستفادة من مجموعة من المشاريع أو على الأقل تسجيل أنفسهم للاستفادة. أما فيما يخص المشاريع المقدمة فيجب الإقرار بأهميتها وضرورتها على المستوى المحلي خصوصا وأن المدينة تفتقر سواء لمشاريع تشغل الفئات العريضة من المعطلين وتزيح الغبار عن ملفاتهم المنسية منذ سنين إن لم نقل منذ عشرات السنين كما تفتقر المدينة إلى وسائل النقل الخضري الشعبية خصوصا الحافلات. ويمكن اعتبار أن هذا الحل يصنف رئيس المجلس البلدي في إطار توجه شيوعي حيث سيعمل على امتلاك الكادحين لوسائل الإنتاج والعمل ويمكنهم بذلك من توزيع الثروة بينهم هذا إذا لم تظهر نيات مشاركة بعض أفراد الطبقة البورجوازية في الربح لتوسطها في جلب الحافلات لهؤلاء المعطلين. وبذلك يكون ذلك عربون مودة للحزب الشيوعي المغربي قديما وحسب ما يروج الساحة السياسية المحلية من رغبة الرئيس في الالتحاق به. لكن لم يقتصر الأمر على ذلك بل طالت مغازلته حزب رئيس البرلمان فيا ترى أين سيحط رحاله هذه المرة ويتقدم الإنتخابات باسم أي حزب؟؟ وعودة إلى موضوع الحافلات وهو موضوع قديم جديد يتحرك كلما اقترب الموعد المقدس الموعد الذي من أجله يبذل الغالي والنفيس وكل شيء فيه مشروع مثل الحرب لأجل غاية وحيدة هي الانتخابات والصعود للمجلس المبارك الذي تهل خيراته على الرئيس وأغلبيته. فلازلنا نتذكر قول الرئيس قبيل الانتخابات التشريعية وهو يعد بأن يمرر هذا المشروع الخاص بالنقل الحضري بالرشيدية لمعطلي المدينة خصوصا المجازين وحاملي الشهادات لكن شيئا من ذلك لم يكن عكس هذه المرة والتي وزع الرئيس فيها صور حافلات أكل عليها الدهر وشرب ولكن لا بأس مادامت ستحل مشكل التنقل لدى الساكنة وخصوصا الفقيرة. وحسب رأيه فالمشروع قريب التنفيذ ولم يبقى سوى الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية وقد حاول كل من رئيس بلدية الرشيدية ورئيس مركز الدراسات تسريعه ليتم تسلم الحافلات في أقرب وقت ممكن لكن لن يتسلمها إلا من كان من جهة الرئيس حسب قوله " اللي بغا ايمشي معانا فالمشروع يسجل سميتو واللي بغا الاخرين ايمشي معاهم" وعلى أي حال فلا نريد أن نبخس الناس أشيائهم بل سنقول إن المبادرة حسنة اذا توفرت لها النية الحسنة والمتابعة الشفافة على أساس أن يستفيد منها ووفق معايير واضحة من هم أولى وبواسطة هيئات مختلفة يتداخل فيها ما هو اداري وجمعوي وفاعلين مدنيين حتى تعطى للمشروع قيمته الحقيقية. وعلى الرغم أن هذا المشروع لن يحل إلا مشكل بطالة بضعة أفراد لن تتجاوز المائة فرد بالمقارنة مع وجود آلاف المعطلين بالمنطقة وحتى المشاريع الأخرى التي حاول بها الرئيس دغدغة عواطف المعطلين فأنه لن تشغل عدد أفراد تتجاوز الخمسين شخصا على أبعد تقدير في الوقت الذي يتم فيه المناداة على تأسيس مشاريع حقيقية تلبي حاجيات الساكنة وتشركهم بشكل مباشر في تدبير الموارد والسماح بدخول شركات ومقاولات تفتح الباب على تقدم المدينة وتشغيل المعطلين ورفع مؤشرات الحياة بالمنطقة. أسامة الأبيض