حين انثنت الآهات حسيرة أمام انكسار الأنين المبثوث فوق الثرى، صدحت لواعجي بما تبقّى من جلد .. لتمحو قتامة المحيّا الممسوخ كما انعكاس صورتي على مرآة طواها الشرخ .. وتنادت طواحين الذكريات تنفث النقع عن تاريخ الأمل .. يالعنة الأرض لست أبالي! ! فقد علّمني التاريخ كيف تسّجر الحماسة بالبارود و المهند و القبل .. وكيف تُرسى القِلاع بالحب و النجيع و العمل . وعلمني الصمتُ نشوَة الإنصات إلى انكسار الكلمات على الشّفاه . وعلمني القولُ التيقظَ إلى تقلُصِ الأفق في مآقي الحفاة ...
وإلى حشرجة الأنفاس المُترعة على اللاّ انتماء . فيا لعنة الأرض تَمهّلي .. فقد أعيانا الترقبُ ... وأطفأ جذوتنا الأرقُ ! ! وامْنَحينا زَمنا بَديلا يَرْتاد الشّفق .. ويضُخُّ فينا قليلا من نَزق . فإنْ عُدْنا عودي ! ! ! وأوْدِعي نَسلنا سِجِلَّ الغابرين .