سلطات الأمن اعتقلت 5 متهمين بينهم الفتاة الضحية "عافاكم ما تمسونيش في الشرف ديالي.. راني مازالا بنت.. عافاكم.."، هكذا كانت تردد فتاة جرى اختطافها واغتصابها من طرف جماعة تتكون من 7 أشخاص بمدينة بودنيب (إقليمالرشيدية)، بينما كانت تتجول هي وخليلها بمنطقة خالية بضواحي المدينة المحافظة. وهذه ليست سوى لقطة من شريط تسرب إلى العلن بواسطة تقنية البلوثوث، وقاد أبطال هذه العملية إلى السجن بفضل شاهد هو الكاميرا التي صوروا بها أفعالهم، بعدما اعتقدوا أنهم سيفلتون من العقاب. ويظهر الشريط الذي تتوفر "أخبار اليوم" على نسخة منه، المتهم الرئيسي (م-أ) وهو يحاول إرغام الفتاة الضحية، بعدما جرى اختطافهما بعد هرب خليلها الجندي الذي كانت برفقته، على ممارسة الجنس معه من الدبر تحت شجرة كثيفة الأغصان، وفيما كان أحد مساعدي المتهم يمسك الفتاة من يديها، كان الأول يهددها إذا لم تستسلم له بأن يفتض بكارتها... كانت الفتاة تصرخ متوسلة مغتصبيها بألا يفتضوا بكارتها، لكن لم يشفع لها توسلها وبكاؤها في الإفلات من قبضتهم، بل استمروا في التناوب عليها واحدا تلو آخر وفي كل مرة يصرخ فيها أحدهم: "مازالا غاتجي هنا؟" فتجيبه بصوت يغلب عليه النحيب: "والله ماباقي نرجع غير خليوني نمشي..". ولم يُظهر الشريط، الذي بلغت مدته دقيقتين و44 ثانية، وجه الفتاة ولا بقية المتهمين، لكن أصواتهم وقهقهاتهم كانت تُسمع من خلف الهاتف الذي تمت به عملية التصوير. وفيما كانت الفتاة تصرخ من شدة الألم، غطت على صوتها المبحوح موسيقى صاخبة حالت دون سماع بقية الحوار. وسبق للشريط، الذي صور بكاميرا رديئة، أن بُث على موقع "يوتوب" لكن إدارة الموقع قامت بحذفه بسبب المشاهد المخلة التي يحتويها، ليتم بعدها توزيع الشريط بواسطة الهواتف النقالة بين بعض شبان المدينة. إلى ذلك، اعتقلت سلطات الأمن بإقليمالرشيدية، نهاية الأسبوع الماضي، 4 شبان متهمين على خلفية هذه الواقعة، فيما لا زال البحث جاريا على 3 آخرين بينهم المتهم الرئيسي الذي ظهر في الشريط وهو يرغم الضحية على ممارسة الجنس معه. وبحسب مصدر أمني فإن الأمر يتعلق بكل من (إ-و) و(ع-ط) و(ه-ع) وهم شباب معطلون بينهم طالب مجاز، و(ي-ب) الذي لا يزيد عمره عن 17 سنة وتربطه علاقة قرابة مع رئيس المجلس البلدي لبودنيب. كما جرى أيضا اعتقال (م-ت، 30 سنة)، وهي البنت التي تعرضت للاختطاف والاغتصاب من طرف المجموعة في وقت سابق من هذا الشهر، عندما كانت برفقة صديق لها (جندي) يتجولان بمنطقة "واد كير" إلى أن باغتهما الشبان المشار إليهم وقاموا باختطاف الفتاة فيما فر الجندي بجلده. لكن الفتاة بعد تعرضها للاعتداء الجنسي الجماعي عليها، لم تقم بالتبليغ بما وقع لها خوفا من الفضيحة، غير أن اعتقال الشبان المتورطين قاد مصالح الدرك إلى الوصول إليها، بعد أن تسبب صمتها في انتشار عدة إشاعات وأقاويل مست حرمات وأعراض بعض فتيات المدينة الصغيرة، وذلك لكون ملامح الضحية لم تظهر في الشريط مما صعب التعرف عليها. نفس المصدر الأمني قال إن البحث جار عن كل من المتهم الرئيسي (م-أ) وآخرين كانا معه وهما (ع-ع) و(م-أ). مصدر مطلع من بودنيب أكد ل"أخبار اليوم" أن هؤلاء الشبان كلهم عاطلون عن العمل لكنهم يعتبرون أنفسهم "حماة المدينة من الفساد"، إذ يترصدون كل من يخرج برفقة فتاة إلى ضواحي المدينة فيسلبونها منه تحت العنف والتهديد ليقوموا بعدها بالتناوب عليها ل"تلقينها درسا من باب الجزاء من جنس العمل". واستنادا إلى المصدر الأمني فقد تمت إحالة المعتقلين الأربعة على محكمة الاستئناف بالرشيدية، أول أمس السبت، بتهم "الاختطاف والاغتصاب وتصوير شريط إباحي ونشره"، فيما تتابع الفتاة الضحية بتهمة تتعلق ب"عدم التبليغ". ولم يتم التوصل إلى هوية الجندي الذي كان برفقة الفتاة قبل حدوث الواقعة، لكونها لم تدل بأية معلومات عنه بدعوى أن علاقتهما حديثة جدا ولا تعرف عنه سوى اسمه الشخصي فقط. وقال العيرجي المبروك، أحد أبناء المنطقة، "إن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الواقعة، لكن الجديد هذه المرة هو خروج الشريط الفاضح إلى الملأ". وأضاف في حديث مع "أخبار اليوم" أن أكثر ما يزعج ساكنة بودنيب "أن ظاهرة الاعتداء على الفتيات أصبحت، في الآونة الأخيرة، تعرف انتشارا واسعا خاصة عندما تكون الفتاة صحبة أحد الجنود، الذين يدخلون في مشادات مع شبان المدينة لأنهم يعتبرون ذلك مسا بكرامة وخصال أهالي بودنيب المحافظة". وعبر المتحدث عن أسفه "لكون المسؤولين هناك لم يتعاملوا مع هذا الانفلات بالحزم الكافي".