يترقب عدد من الأطباء المختصين في علاج الأمراض المرتبطة بداء الروماتوييد المفصلي، الذي يطلق عليه عامة الناس "برودة المفاصل"، أو "الروماتيزم".. الحصول على رخصة تسويق "توسيليزوماب"، كعلاج جديد من الجيل الثالث، خلال يناير الجاري، مع نهاية الإجراءات الإدارية، واستكمال الدراسة العلمية على الدواء، للرد على ملف رفعه مختبر "روش" لصنع الأدوية- فرع المغرب، إلى وزارة الصحة. ويعول الأخصائيون على توظيف العلاج الجديد في وقف تطور مرض الروماتويد المفصلي عند المصابين، لما أثبتت الأبحاث العلمية نجاعته في وقف الآلام الشديدة المترتبة عنه، وفي وقف تدمير المفاصل وتشوهاتها، والحد من دخول المصابين مبكرا عالم الإعاقة، لأن تطور الداء يقضي على وظيفة المفاصل، ويشل حركة المصابين. ويوجد هذا الدواء على شكل حقن، من جرعات مختلفة، توصف مقاديرها، حسب درجة الإصابة، ومستوى تأثر المفاصل، لمدة علاجية لا تتعدى 6 أشهر، تمنح خلالها حقنة واحدة في الشهر. كشفت دورة تكوينية، نظمتها "الجمعية المغربية للصحافة الطبية"، مساء الثلاثاء المنصرم، في الدارالبيضاء، حول المشاكل العلاجية التي تعترض مرضى الروماتويد المفصلي، أن العلاج الجديد عبارة عن مضاد حيوي، فعال في وقف تطور المرض، يساعد استخدامه المبكر على وقف حدوث تشوه أو تدمير في مفاصل المصاب، لأنه لا يساعد على ترميمها أو القضاء على تشوهاتها. وقال ياسر نجم الدين، أخصائي في التواصل الطبي، تكلف بتنشيط الدورة التكوينية لفائدة "الجمعية المغربية للصحافة الطبية"، إن العلاج الجديد يكلف ما بين 60 و70 ألف درهم سنويا، ويرتقب أن يسترجع المرضى المنخرطون في تعاضدية الضمان الاحتياط الاجتماعي 90 في المائة من مصاريفه، واسترجاع 70 في المائة بالنسبة إلى المنخرطين في مؤسسة الضمان الاجتماعي، بينما يظل الإشكال مطروحا بالنسبة للمرضى، الذين لا يتوفرون على أي نوع من التغطية الصحية. وأشار ياسر إلى أن دواء "توسيليزوماب" يروج حاليا في دول الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأسيوية، مثل الصين، واليابان، مبينا أنه رغم التكلفة المرتفعة للدواء "يبقى المنتوج الجديد أرخص، مقارنة مع تكاليف الرعاية الصحية، الناجمة عن استخدام الأدوية المعتمدة في المغرب في معظم الحالات". وكشف الجانب العلمي من اللقاء أن "توسيليزوماب" يعتبر انطلاقة جديدة بيو تقنية للتكفل الطبي بالروماتويد المفصلي، ويعتمد على علاجات حيوية مشتقة من مواد مماثلة أو مشابهة للجزيئات، التي ينتجها الجسم أثناء عمله العادي، في علاج الروماتويد المفصلي، وفي ظهور الالتهابات الروماتيزمية. ويعتبرالدواء الجديد، حسب النقاش، الذي دار في اللقاء المذكور، خلاصة لتطوير جزيئة جديدة تسمى "توسيليزوماب"، وهي مضاد حيوي أحادي، قادر على منع المستقبل المتسبب في ظهور التهابات المفاصل، ما يساعد على منع تفاقم تدمير المفاصل، ويحسن القدرات الجسدية للمصابين بالروماتويد المفصلي. يشار إلى أن مرض الروماتويد المفصلي يعتبر مشكلا للصحة العمومية بالمغرب، إذ تشير تقديرات دراسات، أجرتها مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، برئاسة البروفيسور نجية حجاجي حسوني، ونشرت نتائجها أخيرا، إلى أن الروماتويد المفصلي "يمس بين 0.5 و1 في المائة من السكان بالمغرب، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص، 70 في المائة منهم من النساء، بين 35 و70 سنة". ومن أعراض هذا الداء، آلام مصحوبة بانتفاخ على مستوى المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. ويتسبب المرض، أحيانا، في العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات، ويتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل بعد 5 سنوات من المرض، في حال عدم العلاج.