نظمت، بعد ظهر الأحد الماضي، بالدارالبيضاء، وقفة تضامنية حاشدة مع الشعب الفلسطيني، تنديدا بعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. كما كان مقررا أن تنظم، مساء الاثنين، وقفة احتجاج أخرى كبيرة، أمام مقر ولاية الدار البيضاء الكبرى. وشارك حوالي 3 آلاف متظاهر، يمثلون مختلف الحساسيات السياسية، والجمعوية، والثقافية في هذه الوقفة، التي نظمتها اللجنة المحلية بالدار البيضاء للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، للتنديد بالهجمات الوحشية، التي تشنها طائرات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح السبت الماضي على غزة، والتي خلفت أزيد من 300 شهيد، والمئات من الجرحى. وأعرب المشاركون في هذه الوقفة، وهم يحملون الأعلام المغربية والفلسطينية، عن دعم وتضامن المغرب المطلق مع الشعب الفلسطيني، إلى حين استرجاع حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. كما ردد المتظاهرون شعارات أدانوا من خلالها "الغارات العمياء" للطيران الحربي الإسرائيلي، التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء، داعين مكونات المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لتوقيف هذه المجزرة. وشهدت مدينة الدار البيضاء، صباح أول أمس الأحد، وقفة مماثلة، من تنظيم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أمام مقر المركزية النقابية، بدرب عمر، شارك فيها مئات المناضلين وممثلو المجتمع المدني. كما كان مقررا أن تنظم، مساء أمس الاثنين، وقفة احتجاج أخرى كبيرة، أمام مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى، دعت لتنظيمها فعاليات حقوقية. ونددت هيئات سياسية وحقوقية ونقابية، في مظاهرة سلمية نظمتها، مساء أول أمس الأحد، بباب دكالة في مراكش، بالعدوان والمجازر الصهيونية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعت "كل القوى المناضلة في المغرب إلى التعبئة لخوض كل أشكال النضال، من أجل إدانة العدوان الصهيوني، وتوفير كل أشكال الدعم الممكنة لسكان غزة". ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا الفلسطينيين، ورموز حركة المقاومة الفلسطينية، مرددين شعارات تدين "سلسلة الجرائم ضد الإنسانية، التي اقترفتها إسرائيل، وبالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني"، وتدعو كل القوى الفلسطينية إلى "الوحدة في النضال، ورص الصفوف، وتقوية وتطوير كل أشكال المواجهة مع العدو الصهيوني، وفي مقدمتها الكفاح المسلح، باعتباره الضمانة الوحيدة والأساسية، والطريق السديد لتحرير فلسطين من الاستعمار". وشارك في المظاهرة طلبة فلسطينيون يدرسون في جامعة القاضي عياض، بمراكش، من الاتحاد العام لطلبة فلسطين، أعلنوا اعتزامهم إحداث دار للعزاء لتقديم التعازي في شهداء فلسطين بمدينة مراكش، إضافة إلى أحزاب يسارية وإسلامية. وكانت "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين"، نظمت مساء السبت، الماضي بالرباط، وقفة تضامنية حاشدة وسط المدينة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إثر الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على القطاع، والتي خلفت أكثر من مائتي شهيد وعشرات الجرحى. وقال خالد السفياني، رئيس "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين"، في كلمة له إن هذه الوقفة التضامنية "تعبير عن موقف الشعب المغربي الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهته للعدوان الصهيوني العنصري". كما دعا السفياني، بوصفه الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، إلى فك الحصار المضروب على قطاع غزة، مشددا على أن كل محاولات تركيع الشعب الفلسطيني لن تنجح. وألقيت خلال هذه الوقفة التضامنية، كلمات باسم عدد من الهيئات السياسية والحقوقية، والمهنية، ومنظمات المجتمع المدني، نددت بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، وعبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال. وأكد المتدخلون خلال هذه الوقفة، أن المجزرة الإسرائيلية في غزة "تسائل الضمير العربي، والإسلامي، والدولي، والمواثيق الدولية، ومجلس الأمن"، داعين إلى تقديم جميع أشكال الدعم للصمود الفلسطيني. كما أبرز المتدخلون تضامن الشعب المغربي مع فلسطين، ودعوا إلى رص الصف الفلسطيني لمقاومة العدوان الإسرائيلي المتواصل. واعتبروا أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تكشف حقيقة نوايا إسرائيل تجاه السلام. ورفع المشاركون في هذه الوقفة التضامنية الأعلام الفلسطينية، وصورا للمذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ولافتات تعبر عن مؤازرة الشعب المغربي لنظيره الفلسطيني، في مواجهة آلة القمع الصهيونية، ومنها لافتة كتبت بألوان العلم الفلسطيني تقول "لن ننساك فلسطين". وكان المغرب أدان رسميا، السبت الماضي، بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي استهدفت قطاع غزة، وندد بصرامة بالاستعمال غير المتناسب للقوة، وبهذا التصعيد المأساوي للعنف.