الرباط22-12-2008- أكد الخبير بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية السيد حبيب نصار، اليوم الاثنين بالرباط ، أن المغرب يضطلع بدور ريادي في مجال العدالة الانتقالية في منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف السيد نصار، في كلمة خلال ورشة دراسية حول " الحفظ الإيجابي للذاكرة: تزمامارت نموذجا " ، نظمها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بتعاون مع جمعية ضحايا معتقل تزمامارت والمركز الدولي للعدالة الانتقالية الذي يوجد مقره نيويورك، أن هذه الورشة تعتبر دليلا إضافيا على هذا الدور الريادي، مشيرا الى أن حفظ الذاكرة يعتبر عنصرا أساسيا من عناصر العدالة الانتقالية باعتباره يسعى الى إنصاف الضحايا وتحقيق المصالحة. وأشاد بإطلاق المغرب " لعملية إحياء الذاكرة عن طريق تحويل المعتقلات السرية إلى فضاءات للذاكرة والتذكر "، وقال إن حفظ الذاكرة يهدف إلى إنصاف وتكريم الضحايا واعتراف الدولة والمجتمع بمعاناتهم. وبعد ان أشار الى أن مواقع الذاكرة تعد بمثابة جبر ضرر رمزي وتعويض معنوي للضحايا، سجل السيد حبيب نصار أن هذه المواقع تلعب دور التوعية وتثقيف المجتمع والأجيال المقبلة لتفادي تكرار انتهاكات حقوق الإنسان في المستقبل. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، أكد الخبير الدولي على ضرورة أن تكون عملية حفظ الذاكرة عملية تشاركية تفسح المجال لجميع الفاعلين والمعنيين لتوضيح تصوراتهم وأفكارهم. ومن جهته، أكد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني،أن المقاربة التي يعتمدها المجلس في تعاطيه مع الذاكرة تهدف إلى تحقيق المصالحة التفاعلية والإيجابية مع المكان والتاريخ وبين مكونات المجتمع. وأضاف أن هذه المقاربة تهدف إلى تحويل السجن السري إلى فضاء مندمج في محيطه الاجتماعي والثقافي يحفظ وينتج الذاكرة، وكذا تدوين تاريخ الانتهاكات الجسيمة وجعله يحتل مكانته كمكون من مكونات تاريخ المغرب المعاصر. وأبرز أن هذه الورشة ، التي تدخل في إطار المسلسل الإجرائي الذي سطره المجلس بخصوص التوصيات المتعلقة بالحفظ الإيجابي للذاكرة، تروم بناء تصور عام توافقي لحفظ الذاكرة يأخذ بعين الاعتبار التراكمات المسجلة على الصعيدين الوطني والمحلي والتجارب الدولية ، وكذا وجهات نظر مختلف الفاعلين من منظمات حقوقية وإدارات ومصالح ومتخصصين، دون إغفال الضحايا المباشرين. ومن جانب آخر، اعتبر رئيس جمعية ضحايا معتقل تزمامارت السيد أحمد المرزوقي، أن موضوع حفظ الذاكرة يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لتاريخ المغرب، مشيرا إلى أن معظم الدول التي عرفت انتهاكات حقوق الإنسان بادرت إلى الاهتمام بموضوع حفظ الذاكرة كسبيل للقطع مع تلك الممارسات وإعادة الاعتبار للكائن البشري وتأهيله وجعله عنصرا فاعلا في مجتمعه. وتشكل هذه الورشة، التي تدخل في إطار تخليد الذكرى ال60 للاعلان العالمي لحقوق الإنسان ، مرحلة هامة ستسمح بتبادل الأراء بين الفاعلين الدوليين والوطنيين والمحليين المعنيين بالذاكرة المرتبطة بالعنف السياسي، وذلك بهدف إغناء المقترحات الأولية المرتبطة بموقع تزمامارت. وعرفت هذه الورشة، التي تضمنت أشغالها جلستين عامتين حول "حفظ الذاكرة، مدخل عام" و " حفظ ذاكرة تزمامارت " مشاركة جمعيات حقوقية، إلى جانب تنسيقية جبر الضرر بمدينة الرشيدية، وشركاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في هذا البرنامج.