ختار ثلاثة فنانين شباب من مدينة الرشيدية أن يعرضوا ، خلال شهر غشت الجاري ، أعمالهم الفنية على طول شارع (مولاي علي الشريف) بالرشيدية، مانحين بذلك للمارة فرصة الاستمتاع بلوحاتهم خارج القاعات المغلقة التي يقل الإقبال عليها. ويتلعق الأمر برشيد أديدو وبوجمعة سطيح ونجيمة سعيد، الذين اقترحوا على جمهور الرشيدية لوحات من الفن التشكيلي، تضم عشر لوحات من كافة الأحجام والألوان، تعكس ، من خلال الرسم ، كلا من التاريخ والثقافة ونمط العيش في المنطقة. ومن خلال نمط فني تصويري سائد، يطمح الفنانون الثلاثة الشباب إلى الاستجابة لذوق فئة عريضة من السياح الوطنيين والأجانب، عارضين في الوقت نفسه بعض اللوحات التي تتبنى اتجاهات فنية كالرمزي والتجريدي. وتعيد غالبية اللوحات رسم مناظر طبيعية وبورتريهات لرجال ونساء من المنطقة في ملابسهم التقليدية، وأدوات محلية وكذا مواقع غنية بالهندسة المعمارية المحلية كالقصور والقصبات. وذكر الفنان بوجمعة سطيح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء " من خلال هذا المعرض في فضاء مفتوح، نعتزم تحقيق هدفين، وهما الترويج لأعمالنا لدى جمهور أوسع، وكذا ضمان تسويق هام، الأمر الذي يصعب تحقيقه في المحترفات أو خلال المعارض". ويوضح الفنان الذي لم يلج قط معهدا للفنون الجميلة على زميليه، أن الفرس والجمل والواحات والصحراء والمرأة الصحرواية وقمم الأطلس تشكل المواضيع السائدة في هذه اللوحات، إلى جانب لوحات نادرة تجسد النمط التجريدي الذي يحظى هو الآخر بعشاقه. وعن عمر 30 سنة، اكتسب رشيد أديدو سمعة في منطقة تافيلالت ويطمح إلى تحقيق إشعاع أكبر من أجل الوصول إلى جمهور واسع. وتحيل أعماله على نمط فني يقارب الرمزية، ينضح بالتزام الفنان إزاء أمازيغية ثقافية غنية ومتنوعة. وقال الفنان أديدو الحاصل على شهادة باكالوريا في الفنون التشكيلية "نحاول أن ننهل من أعماق ثقافتنا المحلية وننقل ثرواتها إلى كافة المستويات، خاصة الألوان والفضاءات والهندسة المعمارية وكذا الملابس". ويأمل فنانو الرشيدية، الذين يتحدون في إطار جمعية، التوفر على قاعة ملائمة ستمكنهم من عرض إنتاجاتهم الفنية على امتداد السنة لتمكينهم من التواصل مع جمهورهم.