اليوم بمدينة طنجة انتقلت إلى رحمة الله روح الأستاذ المحام ابن القصر الكبير البار ورئيسها الأستاذ محمد أبو يحيى. مات الرجل المثقف والسياسي اللامع، الذي ترأس المجلس الجماعي بالقصر الكبير لولايتين وكذلك مثلها في البرلمان أيام كان التمثيل البرلماني شأن كبير، رحل الرجل المثقف والاجتماعي الذي مر بجانب حقيبتين وزاريتين أو كاد يكون، لولا وجود ابن اصيلا بنعيسى في زمانه. رحمة الله تعالى عليك أيها الإنسان المظلوم.. في عهدك شكلت القصر الكبير قطب الرحى للمثقفين ورجال القلم والاعلام، فأنت صاحب الفصاحة في الالقاء ومبدع الملتقى الثقافي لمدينتنا والذي تركته في دورته الرابعة.. غفر الله لك أستاذ كنت تقود كشكولا من السياسيين وبرعت في الحفاظ عليه رغم أنه كان يأوي ثلة من السياسيين البارعين، وعوز في الامكانيات التي صارت الآن ملايير يتلاعب بها الآخرين، ما من أحد ينكر أن جيلاً تتلمذ على يديك، وكنت حين تلقي كلمة تشرئب الأعناق لسماع اللغة العربية الفصيحة، ولما يسأل الجمع من يكون؟ يقال لهم بافتخار إنه رئيس القصر الكبير. نم قرير العين، فرحمة الله تعالى عليك سي محمد، وسعتك القلوب التي تحبك وتثني عليك، فالزمن لم يعد هو الزمن، ولو خيروك بين أن تعيش وترى عزيزتك، مدينتك، بين براثن الجهل أو الموت، لاخترت أن تموت على أن يصل المستوى إلى هذا الدرك المتدني. رحمك الله السيد الرئيس، وعزاؤنا واحد.. عزاء أهلك وذويك وأبناءك وكامل أسرتك سواء.