في وفاة عضو مكتبها المرحوم الزهير جبيلي تلقت الجمعية ببالغ الحزن والألم، نبأ الوفاة المفاجئة لأحد أعضاء مكتبها الإداري، الراحل المرحوم الزهير جبيلي، ولد المرحوم سنة 1963 بمدشر عين الزياتين من قبيلة بني زكار، حاصل على الإجازة في العلوم الإسلامية سنة 1992، ثم الدكتوراه في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية سنة 2008. وافاه الأجل المحتوم مساء يوم الأربعاء، ودفن بعد صلاة العصر ليوم الخميس 04 من ذي الحجة 1439 موافق 16 غشت 2018. لم يهز الخبر المفجع أعضاء الجمعية وحدهم، بل إن تاثيره عم كل من عرف الراحل، واحتك به، وأدرك حجم الفراغ الذي سيتركه غيابه، وبرز ذلك في الموكب الكبير الذي شيعه إلى مثواه الأخير. لقد جسد الفقيد خلال رحلته القصيرة قيما إنسانية، اتسمت بالنبل والوفاء قل نظيرها في هذا الزمان. رحل رجل فبكاه كل من عرفه، مستحضرا خصاله وما أكثرها، رجل اتسع قلبه لحب الناس ففتح بيته وقلبه وما ملكت يداه للجميع. وتجسد حبه للناس في تقديم يد المساعدة لكل طالب علم، أو راغب في المعرفة، تسأله عن كتاب معين فيفاجئك بكتب متعددة. تراه إذا ماجئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله وإذا كانت أسرته الصغيرة قد خسرت برحيله الأب العطوف، الملتزم بقيم الأبوة، فإن جمعيتنا فقدت فيه عنصرا نشيطا، كان من المنتظر لو امتد به العمر، أن يضخ في الجمعية دما وروحا جديدة ليعزز من خلال نشاطه العلمي المكانة التي تبوأتها خلال مسيرتها العلمية. كما فقدت فيه مدينة القصر الكبير رجلا امتلأ قلبه عشقا لهذه المدينة وعلمائها الأجلاء، وترجم هذا العشق في مشروع علمي كان رحمه الله قد بدأه بتأليف كتاب حول الفقيه العلامة سيدي عبد السلام الجباري، ونشره من حر ماله، وسماه " إتحاف القاري بترجمة العلامة عبد السلام بن الخضر الجباري "، وكان على وشك إخراج كتاب حول العلامة سيدي علال الݣشوري. وفقدت فيه قبيلة بني زكار والمناطق الجبلية الأخرى عالما فذًا، كان على اطلاع واسع بما تتوفر عليه هذه المناطق من كنوز معرفية متعددة دفينة، كان خبيرا بهذه المناطق من ناحية الطوبونيميا ودلالات الأسماء بها، وأسماء المداشر والأسر، والعلماء والأولياء والصلحاء والعادات والتقاليد. وهو بهذه الصفة يعد من أبرز الباحثين في علم الأنساب، والتصوف، وفن التراجم، ومن أجل هذه الغاية كان دائم البحث عن الوثائق والمخطوطات التي تعزز مجال أبحاثه. وتوفر له كنتيجة لذلك رصيد هام من الوثائق المتعلقة بقبيلته بني زكار وما يحيط بها. وكان رحمه الله ينوي بعد أن يتم تأليف كتبه حول علماء القصر الكبير، تأليف كتب حول القبائل الجبلية. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم كافة أعضاء الجمعية بتعازيهم الحارة لزوجته الكريمة، وأبنائه وبناته، وأصهاره وأقربائه، طالبين من الله عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان. ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)).البقرة 156. صدق الله العظيم. محمد أخريف رئيس الجمعية