منذ أزيد من 16 عاما وأحمد الشرادي وأفراد أسرته الصغيرة يُصبحون ويُمسون على كابوس احتمالِ انتزاع بيت منه قدّم مجموعة من الوثائق التي تُثبت مِلكيته له منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن، يقع في حي المعسكر القديم، الباب الكبير، بمدينة القصر الكبير. يقول الشرادي في طلب إنصاف وجّهه إلى الملك محمد السادس بتاريخ 16 نونبر 2016، إنه أصبح وأسرتَه، المكونة من زوجة وثلاثة أطفال، على حافة التشرد، بعد حُكم صدر ضده بإفراغ بيته الواقع على مساحة تقدر ب1500 متر مربع. ويضيف المشتكي أن البيت الذي أضحى مهددا بفقدانه كان ضمْن الجناح المخصص للعائلة الملكية ضمن السكن الوظيفي الخاص بباشا مدينة القصر الكبير، في سبعينات القرن الماضي، وسبق أنْ حلّ به الملك الراحل الحسن الثاني، رفقة ولي عهده آنذاك، الملك الحالي محمد السادس، أثناء زيارتهما إلى القصر الكبير سنة 1975. وأكّد المتحدث أنّ عائلته تركت البيت بأثاثه ليقيم فيه الملك رفقة ولي عهده ثلاثة أيام، مضيفا: "ولي العهد آنذاك كان يلعب في بهو بيتنا، برفقة شقيقه الأمير مولاي رشيد، وهو شاهد على أنّ البيت الذي تقطن فيه أسرتي حاليا هو بيتنا". ويعود سبب الكابوس الذي يقضّ مضجع أحمد الشرادي، منذ 16 عاما، إلى "رغبة أحد باشوات مدينة القصر الكبير في الاستيلاء على الوعاء العقاري الذي يوجد عليه المنزل، كرد فعل منه على عدم انصياعنا لأطماعه العقارية المخالفة للقانون"، كما جاء في طلب الإنصاف الذي وجه إلى الملك محمد السادس. وقال الشرادي، في تصريح لهسبريس، إنّ الباشا سالف الذكر استغلّ نفوذه وأقحم الأملاك المخزنية لنزع منزله منه في أواخر تسعينيات القرن الماضي، مقدما وثائق تثبت أنه يقطن في هذا البيت منذ سنة 1962، السنة التي وُلد فيها، وما يزال يقطن فيه إلى اليوم. وأوضح المتحدث ذاته أنّ الباشا حاول استمالة السلطات المحلية، ممثلة في العمالة، لتقف إلى جانبه، لكنها أبَتْ بعدما تبّين لها أن صاحب المنزل يملك كل الأدلة التي تثبت أن المنزل في ملكيته، قبل أن يلجأ الباشا إلى الأملاك المخزنية. وأردف أنّ الأملاك المخزنية حصلت على حُكم من المحكمة بتحفيظ الوعاء العقاري الذي يوجد عليه بيته، وبيوت مجموعة من المواطنين القاطنين في حي المعسكر القديم بالقصر الكبير، ومساحته 9 هكتارات، لكنّ الغريب في الأمر هو أنّ لا أحد من المواطنين المقيمين على هذا العقار لديهم مشكل مع الأملاك المخزنية سواه وحده. ويملك أحمد الشرادي وثيقة تثبت أنه يكتري الأرض التي يقيم عليها من الأملاك المخزنية، كغيره من جيرانه، ويتساءل ما إذا كانت هناك جهات أخرى تريد أن تنزع منه بيته، بعد أن غادر الباشا وأحيل على التقاعد. "لم أعُدْ أعرف من ينازعني في ملكية بيْتي. في الواجهة أرى الأملاك المخزنية، لكني أملك جميع الوثائق التي تثبت أنني صاحبُ حق، ولا أعرف هل هناك جهات أخرى تريد الاستيلاء على بيتي وعلى الوعاء العقاري الذي يقع فوقه"، يقول الشرادي، مناشدا الملك التدخل لحمايته "من تلك الأيادي الخفية التي تحاول الإجهاز على حقي"، وفق تعبيره.