أرى أن تدويناتي السابقة على صفحتي الفاسبوكية قد أثارت حفيظة بعض الأساتذة الذين أكن لهم كل الاحترام، لذا من واجبي أن أوضح موقفي ليتسنى لمن أعزهم أن يتمثلوا موقفي من قضية أستاذ خريبكة وتلميذته المعنفة. كما شهدنا جميعا، فقد مرت علينا من قبل في هذه الآونة الأخيرة بعض قضايا تعنيف التلاميذ لأساتذتهم، و أبرز مثال في ذلك، أستاذة الدارالبيضاء التي شوه أحد تلاميذها وجهها، وتلميذ ورزازات الذي أعطى لأستاذه أكثر ما يأكله الطبل ليلة ستة وعشرين من رمضان، وكغيري أبديت تضامني مع الضاحايا ولم أتقبل ما حصل لهم. لكن حينما يصدر العنف من الأستاذ تجاه التلميذ يقع خلاف ذلك، ونحن غير بعيدين عن قضية أستاذ خريبكة و الأساتذة كلهم يدافعون عنه رغم أننا جميعا شاهدنا مقطع الفيديو وكيف تعرضت التلميذة للضرب الوحشي على يده؛ فكان مبررهم في هذا الدفاع والاندفاع أن التلميذة رشقت أستاذها بالطباشير، طبعا هذا أمر غير مقبول لكنه لا يسوغ بتاتا أن يضربها الأستاذ بتلك الطريقة التي كانت من الممكن أن تؤدي بحياتها، إذ إن هنالك ألف طريقة وطريقة للعقاب أدناها أن يخرجها من القسم بتقرير يطلب فيها التزام ولي أمرها. هنا أتوقف وأعلن أن لا أحد يمكنه أن ينكر فضل الأستاذ على تلامذته أولا وعلى المجتمع بأسره ثانيا، لكن من ناحية أخرى فهناك بعض الأساتذة لا يستحقون هذه المهنة، لأنهم بكل بساطة لا يتحلون بأخلاقياتها، رغم أنهم قلة. لهذا قلنا إن هناك معلمين أكفاء، وكوعلمين غير ذلك. وهذا أمر طبيعي جدا، ففي سائر المهن نجد الصالح والطالح، و فضل المعلم لا ينكره أحد، لكن ليس كل معلم معلما. إضافة إلى هذا رأينا في اليومين السابقين مقطع فيديو لشرطي يسب مواطنا، وهذا الأخير ينحني ويقبل قدميه، و حسب ما توصلت إليه فقد تم توقيف الشرطي بالفعل، لكن لماذا لا يهب نفس الأشخاص مختلقين للشرطي العذر مثلما تم اختلاقه للأستاذ؟ ألا يمكن أن يكون المواطن قد استفز الشرطي ليقول ما قاله؟ .. ربما وربما. وإنني عندما أقول لفظة "كوعليم" إلا وأبين أن هنالك فئة غير شريفة في قطاع التعليم ولا تعرف إلى الإخلاص في العمل طريقا. إلا أن الفئة الغالبة ولله الحمد لا زالت تثلج الصدور بوفائها وغيرتها على قطاع التعليم وإعطائها له الكثير. كما إنني لا أنسى بعض الأشياء التي تعرضت لها فيما مضى من عنف وتجريح وظلم لن يمحى من الذاكرة أبدا، ولا أنكر أيضا ما افتعلته من شغب ورمينا لأساتذتنا بالطباشير سامحنا الله منهم، ولكن تم التعامل معنا بعقوبة عقلانية و بطريقة إيجابية، ولو لم تكن تلك الطريقة لما كنا الآن أسوياء في عقولنا. وختاما هذه دعوة موجزة لرجال ونساء التعليم حتى يميزوا بين الحق والباطل وهو أمر ليس مقصورا على قطاع التعليم فحسب، بل على جميع القطاعات، وتجنب الاندفاعية فقط لأن المعني بالأمر ينتمي إلى قطاعي.