يعتبر إنتاج الفواكه الحمراء في المغرب قطاعا ناشئا في العشر سنوات الأخيرة بحيث أصبح من أكثر القطاعات الزراعية إقبالا من طرف المستثمرين مع تزايد سنوي مستمرفي رقم المعاملات و كذلك توفير عدد مهم لفرص الشغل. قبل الخضوع في الموضوع الذي أردت أن أشاطركم رأيي فيه دعوني أعزائي القراء أقدم لكم بعض الإحصائيات التي أعلنت عنها الفيدرالية البيمهنية لقطاع الفواكه الحمراء (الحديثة المنشأ) في أواخر سنة 2017: * في الموسم 2016/2017 تم توفير 3 ملايين يوم عمل في الضيعات الفلاحية و 1.5 مليون يوم عمل في محطات التلفيفأي ما يقارب مجموع 18000 فرصة شغل دائمة. * رقم معاملات الصادرات في نفس الموسم بلغ 3.44 مليار درهم. * إنتاج ما يقارب 103000 طن و تصديرها إلى 41 سوق أجنبي. * استغلال ما يفوق 7100 هكتار مقسمة بين ثلاث جهات و هي طنجةالحسيمة، الرباطسلاالقنيطرة و سوس ماسة. العديد منكم عند سماعه الفواكه الحمراء يمكنه أن يتخيل أنها ثمار ذات لون أحمر كبعض أنواع التفاح و الخوخ و الرمان لكنه في حقيقة الأمرهي عبارة عن فواكه صغيرة رطبة صالحة للأكل وليست بالضرورة حمراء يتم إنتاجها في شجيرات صغيرة وليس أشجار مثمرة كبيرة، بالإضافة إلى ذلك جاء هذا التصنيف ليجمع هذه الأنواع من الفواكه التي تتميز بفوائد غذائية مهمة و قيمة اقتصادية عالية. هناك ما يقارب 15 نوع ن هذه الفواكه لكن المعروف عالميا 4 فقط و هي: * توت الأرض أو الفراولة "الفريز" * توت العليق أو "الفرامبواز" * التوت الأزرق أو "الميرتيل" * التوت الأسود أو "البلاكبيري" إذا رجعنا إلى الإحصائيات نجد أن المغرب في موسم 2016/2017 أنتج 17500 طن من "الفرامبواز" و 19700 طن من "الميرتيل" وأكثر من 95% من هذا الإنتاج تم تصديره على شكل فواكه طرية أو مجمدة. و إذا سألت أي اختصاصي في بيع و تسويق الخضر والفواكه عبر العالم سيقول لك أن الطلب على الفواكه الحمراء في تزايد مستمر و العرض ما زال غير كافي خصوصا في فصل الشتاء داخل العديد من الدول الأوروبية بالخصوص. إذن فالسؤال المطروح هنا هو لماذا هذا الإقبال و الطلب المتزايد على هاته الثمار هل هي عبارة عن موضة عابرة للمطبخ العالمي أم أن هناك شيء مهم وراء التهافت عليها حتى ولو كانت بسعر مرتفع نسبيا. الجواب نجده عند علماء التغذية اللذين بحثوا في فوائد هذه الأنواع من الفواكه فوجدوا نتائج خرافية من بينها: بالنسبة ل "الفرامبواز" * يحتوي علي العديد من المواد الكيميائية مثل حمض يلاغيتش ، الأنثوسيانين ومضادات الأكسدة التي تعمل كمضادات للأورامالسرطانية. * يحتوي على كمية جد مهمة من البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضربات القلب و ضغط الدم. * يحتوي على نسبة عالية من فيتامين Cالذي لديه أدوار مهمة في جسم الإنسان كتحسين الخصوبة، المساعدة في تجديد خلايا الجلد أو التشبيب وتقوية المناعة. * يحتوي علي نسبة عالية من التانين والتي تقدم للجسم العديد من الفوائد الصحية مثل علاج إلتهابات الأمعاء، التقليل من الإصابة بالبواسيروتهدئة الأثار الناتجة عن الإسهال. * يحتوي على جرعة مهمة من فيتامين Kوهو فيتامين مفيد جدا للعضلات والإسترخاء حتى أنه مهم لبعض النساء في التخفيف من ألام الولادة. * يحتوي على المواد الكيتونية التي تشبه في تركيبها لمادة الكابسيسين ومادة السينفرين واللتين يمكن أن تغيراً في إستقلاب الدهنيات في الجسم مما يعني نظرياً يمكن استخدام توت العليق في خلطات رشاقة و تنحيف الجسم. بالنسبة ل "الميرتيل" * هو الفاكهة رقم 1 من حيث نسبة مضادات الأكسدة على رأسها البوليفينول الذي يعتبرعاملاً وقائياً للعديد من الأمراض الخطيرة خاصة مرض السرطان بأنواعه المختلفة. * يحتوي في تركيبته على مادة البروسيانيرينات الأوليجوميرية، وهي المادة المسؤولة عن حفظ أنسجة الجسم ومنع تحللها، مما يجعلها أساساً للحفاظ على صحة الغشاء العصبي المحيط بالألياف العصبية. * يحتوي على العديد من العناصر المقوية لمناعة الجسم كفيتامينات A، Bو C بالإضافة إلى الحديد و النحاس. * يحتوي على مركبات أنثوسيانوسيدات التي تلعب دورا أساسيا في حماية العيون من تشكل الماء الزرقاء. * يحارب الالتهابات المرتبطة بأمراض الدماغ وذلك بفضل احتوائه على نسبة عالية من فيتامين C، مما يجعله أيضا يحمي من التعرض لمرض الزهايمر. إذن بعد معرفة كل هاته الفوائد من الممكن أن نفهم جيدا لماذا هذا الإقبال الكثيف من طرف الدول المستوردة من المغرب لأن المستهلك يعي تماما مدى أهمية تناول هاته الفواكه خصوصا من طرف الأطفال فيصبح مستعدا لدفع مثلا 12 يورو مقابل الكيلوغرام الواحد من الميرتيل. السؤال المطروح هو هل المغاربة على علم بهذه الخيرات المنتجة في بلدهم و مدى فوائدها؟ من خلال هذا المقال أردت أن أعرفكم أعزائي القراء على مدى أهمية هذا النوع من الفواكه و أشجعكم على اقتنائها و تناولها بشكل مستمر و إعطائها للأطفال في سن مبكرة. هذا سيجعلها أكثر وجودا في الأسواق الوطنية و سهلة التسويق و بالتالي سينخفض حجم تصديرها لفائدة المستهلك المغربي. *مهندس زراعي