إن إجراء مقارنة بسيطة بين نتائج انتخابات 7 أكتوبر 2016 ونتائج انتخابات 25 يناير 2018 تظهر بالملموس حقيقة ما يتداول من أقوال مغلوطة بعيدة كل البعد عن الواقع بخصوص نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدها الاقليم. ومن المتداول أن مرشح العدالة والتنمية الدكتور أحمد الخاطب قد مني بخسارة كبيرة في المعركة الانتخابات الأخيرة، وأن حزب العدالة والتنمية هذه نهايته، ولن تقوم له قائمة منذ اليوم بالإقليم، وأن خصمه مرشح السنبلة محمد السيمو قد اكتسح الانتخابات الجزئية اكتساحا لم يسبق لمرشح أن حصل على هذا العدد الكبير من الأصوات بالدائرة الانتخابية بإقليم العرائش. فما حقيقة هذا القول ؟ هل فعلا يمثل الصواب أم أنه مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة ؟ بالرجوع الى انتخابات 2016 يتبين أن التحالف الخماسي(السنبلة، الجرار، الحصان، الحمامة، الوردة) المدعم لمحمد السيمو في الانتخابات الأخيرة قد حصل على 52041 صوتا، أي بنسبة 78.633% من عدد الأصوات المعبر عنها في 7 أكتوبر2016 بينما نجده حصل على 22737 صوتا ، أي بنسبة 73.312% في انتخابات 25 يناير 2018 ، وهذا يبين أن التحالف خسر 5.32 % من نسبة الأصوات، أي ما يقارب 2770 صوتا خلال سنتين فقط. أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فقد حصل في انتخابات 7 أكتوبر 2016 على 16178 صوتا بنسبة 19.64% من عدد الأصوات المعبر عنها، بينما نجده حصل في الانتخابات الجزئية الأخيرة على 7947 صوتا بنسبة 25.62 % من عدد الأصوات المعبر عنها، وهذا يعنى أن المصباح زاد عدد أصواته بنسبة 5.98 % أي ما يقارب 968 صوتا. من خلال هذه الأرقام نستنتج أن حزب العدالة والتنمية قد زادت شعبيته، بينما نجد التحالف قد هبطت شعبيته. ويمكن إرجاع هذه الزيادة إلى الدور الذي يقوم به مستشارو العدالة والتنمية بالمجالس الجماعية التي يمثلون فيها المعارضة، وكذا أداء مستشاريهم في التسيير ببعض الجماعات القروية وبالمجلس الإقليمي وتواصل مناضليه مع الساكنة، وكذلك إلى الحملة النظيفة التي خاضها الحزب طيلة أيام الحملة الانتخابية. أما بالنسبة للتحالف الذي يسير أغلب الجماعات بالإقليم فيمكن عزو هذا الانخفاض في عدد الأصوات التي حصل عليها إلى الأداء المتعثر للمجالس التي يدبرها منتخبو التحالف الذين لم يحققوا انتظارات المواطنين والمواطنات خلال هذه المدة التي يسيرون فيها مجالسهم مما أثر سلبا على شعبيتهم، وإلى انعدام التواصل الحقيقي والقرب من الساكنة. أما إذا أخذنا بعين الاعتبار ما صرح به مسؤولو حزب المصباح بكون بعض رجال وأعوان السلطة دعموا مرشح السبلة، وكذلك شراء الأصوات وتوزيع الخيام والكراسي وأكياس السيما على الدواوير والمداشر، وخصمنا كل هذا من هذه النسبة لانخفضت نسبة أصوات التحالف في الانتخابات الأخيرة إلى أقل من 5.32% .