حملة الانتخابات التشريعية الجزئية في دائرة العرائش سيبدأ وطيسها في الاشتعال خلال الأسبوعين القادمين.. هناك مقعد في البرلمان أضحى شاغرا بعدما تم إلغاء المقعد الذي فاز به محمد السيمو عن حزب السنبلة والذي هو الآن رئيس مجلس بلدية القصر الكبير.. لا أتذكر لا من كان رئيسا لبلدية القصر الكبير ولا من كان برلمانيا عنها عندما جاءت أمي إليها من الدارالبيضاء رفقة أبي،حاملة أختي الكبرى في حضنها، ومصرة على أن تقيم فيها، بدل السكن في مدينة العرائش الشاطئية التي لم يكن يتلاءم مناخها مع الحالة الصحية للطفلة الرضيعة.. مدينة القصر الكبير التي رأيت فيها أول أمس الأحد من الفوضى ما يشيب من هوله الإنس والجان، كانت في الستينيات مدينة تشبه كأس لبن فوقه زبدة هولندية شهية موضوع فوق مائدة مصنوعة من عشب أخضر.. مدينة للمسلمين واليهود والإسبانيين. العطلة المدرسية الأسبوعية فيها يوم الجمعة ويوم الأحد.. الجمعة للسينما أو النزهة على ضفاف وادي لوكوس وفي حقول سيدي عيسى بن قاسم خلال فصل الربيع.. والأحد أيضا للسينما و للباسايو، من شارع مولاي علي بوغالب الذي تنتشر الجرادي الصغيرة وأشجار النارانج على جنباته إلى غاية شارع سيدي بوحمد الذي تنتصب في ساحته ساعة كبيرة مثبثة في الأعلى داخل سارية من الزليج، على يمينها حديقة ذات أشجار باسقة يزينها صهريج ماء داخله اسماك حمراء، على بعد خطوات قليلة من قاعة سينمائية بدون سقف تسمى سينما الطبيعة. سيشرعون إذن انطلاقا من الخميس المقبل في التنافس على من يكون برلمانيا عن هذه المدينة.. التي ليست كمثلها أية مدينة.. كل المدن تزدان الحدائق فيها.. وتتسع الطرقات داخلها.. وتتنظم حركة المرور في مسالكها.. وتصبغ حيطان مبانيها.. إلا هي.. منذ أن تبدونت وأصبحت مثل قرية ميكسيكية لم تعد قادرة على استعادة صفتها المدنية.. فلتتسابقوا ولتتنافسوا عليها.. بالتأكيد إن اختطف واحد منكم أصوات ساكنيها، لن تزيدوها سوى بداوة فوق بداوة.. دائما وأبدا.. وفي كل زمان.. وهذا ما كان….