هسبريس – يوسف لخضر (صور: معاذ غازي) قال أحمد الدافري، الإعلامي ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السمعي البصري، إن فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن تجمع لحشود لا يمكن اعتبارها مقابلاً أو مكافئاً للحشود في الحياة اليومية، رافضا إخضاعها للقانون وتحميلها أكثر من طاقتها. وأضاف الدافري، خلال ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام أمس الجمعة بالرباط، أن "هذه الحشود المجتمعة في مواقع التواصل الاجتماعي ربما تكون ذات هوية حقيقية أو مزيفة ترغب في التخفي لضغوط اجتماعية أو لأجندات معينة أو أحياناً من أجل الاستمتاع المرضي". وأشار رئيس الجمعية المغربية لنقاد السمعي البصري، في الندوة التي نظمت بشراكة مع وزارة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية، حول موضوع "ظاهرة العنف ضد المرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي فضاء افتراضي سوريالي غريب، يجب أن يُحكم بمنطق الغرائبية، لأننا نمارس فيه جنوننا وتصعيد رغباتنا المكبوتة". وشدد الباحث في الإعلام الرقمي على أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست فضاءً عمومياً لكي يتم إخضاعها لقانون الواقع، وقال: "لا يمكن أن نجر شخصاً إلى السجن بسبب فيسبوك، إلا إذا كانت هناك قصدية من أجل إحداث الضرر والأذى من خلال فكرة تخرب كيان المجتمع". واعتبر الباحث أن "هذا الفضاء الافتراضي حُمل أكثر من طاقته، وكثيراً ما يتم الحديث عنه بمنطق البحث عن المدينة الفاضلة"، مشدداً على أن مواقع التواصل الاجتماعي التي تلقى إقبالاً كبيراً هي عبارة عن "فضاء تخييلي إبداعي وظريف وفيه شغب لذيذ، مثل السينما التي اعتبرت غريبة حين ظهورها". وأشار الدافري إلى أن هناك وعياً عميقاً بظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وزاد: "المغرب يتوفر على طاقات بشرية استطاعت بفضل التكنولوجيا الحديثة أن تساهم في بناء المعارف والتعلمات، لكن لم تتوفر لها الفرص، نظراً للإحباطات الاقتصادية، وهو ما يجعلها تلتجئ إلى الفضاء الرقمي للتعبير عن كينوناتها وقدرتها على إثبات وجودها". وقال رئيس الجمعية المغربية لنقاد السمعي البصري خلال الندوة إن "الإمبراطوريات الصناعية للرأسمالية المتوحشة لجأت في العشرينيات، وفيسبوك نموذج وانعكاس لها حالياً، إلى خلق عنف خطير ضد المرأة حين تم اللجوء إليها لتدخين السجائر، إذ جرى تشييؤها لتتحول إلى سلعة تساهم في اقتصاد السوق". ويرى الدافري أن العنف الممارس اليوم ضد المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي هو "استمرار لصيرورة تاريخية تمارسها إمبراطوريات تسويق الإنتاج التي أفرزت هذا النوع من العنف"، وقال إنه يتوجب على الإنسان أن يكون مستعداً لمقاومة هذا المد من العنف الذي يطال المرأة بالتسلح بالعقلانية والانتشال من التخلف.