"لقي عدد من النساء مصرعهن صباح اليوم الاحد 19 نوفمبر واصيبت اخريات في حادث تدافع للحصول على مساعدات انسانية وزعها احد المحسنين" الى هنا فالمشهد يبقى مالوفا نشاهده في شاشة التلفزة ربما هي صورة للاجئين سوريين ولكن حينما نضيف "جماعة سيدي بوعلام بالصويرة" فهذا ما لم يتقبله اي منا، كيف يحدث هذا في دولة المغرب ،بلد الخيرات من خضر وفواكه حتى من الخبز اليابس لكثرته يباع ب0.20 فرنك للكيلو. من المسؤول عن هذه الهشاشة التي تنخر الجسد المغربي ،اين هم اولئك الذين يحتفلون بالعيد الوطني للمراة المغربية؟ ، اليوم العالمي للمراة ، عيد الام و سهرة خميسة خمس نساء يتوجن لمجهوداتهن الجبارة. عن اي امراة يتحدثون؟ هل عن المراة المغربية التي تستعمل كورقة رابحة في فترة الانتخابات؟ وفيما بعد فلها الله. هل يعقل في دولة الحريات وحقوق الانسان ان تموت خمسة عشرة امراة من اجل كيس دقيق؟ كم كان من الوقت سيكفيها ليسد جوعها اسبوع اسبوعين؟ ماتت الام وبقي اليتامى خلفها لاهي اخذت الكيس ولا هي بقيت لأبنائها ياللهول كان قضاءا وقدرا . واذا ما قام المحسنين في كل مدينة وقرية بعمليات التبرع فكم سيسقط من ضحايا الجوع في بلدنا؟. انها ماساة، انه واقع يومي معاش خلف الكاميرات وخلف اضواء الشوارع وكم من طفل ينام جائعا؟ يذكرنا بحكايات الام التي كانت تطبخ الحجر لأبنائها وتصبرهم الى ان يناموا وهم جياع. ويبقى السؤال مسؤولية من؟ في النهاية سيصرحون ان المشكل هو تنظيمي وتاطيري بالدرجة الاولى وعلى الجهات المختصة ضمان ذلك وانا اقول ان المشكل ليس في التنظيم ولا في الوفيات ولا في الاصابات المشكل اعمق انظروا هذه الاعداد الهائلة من النساء اين هو الدعم الذي اقره رئيس الحكومة السابق ؟يا سيدي انك لم تقض على الفقر ولم تخفف منه بل قتلت الانسان المغربي جعلته شهيدا للجوع وشهيدا للوطن و انت يا سيدتي صاحبة مقولة جوج فرانك هل لك ان توزعي جوج فرانك على اولىك النساء؟ فهن بامس الحاجة اليها هل لك ان تنحني تواضعا وتتنازلي عن معاشك لهن؟ فهن رمز الشرف ورمز الوطن اما انت يا سيدتي وزيرة التنمية والاسرة لو كنت مكانك لاستقلت فورا دون تردد وفي دولة لها دستور فالمسؤولية تضامنية للحكومة برئاسة رئيس الحكومة ماهي حصيلتك طيلة مدة توليك زمام الامور؟ اين الاسرة يا سيدتي ؟الام ماتت وذاك الطفل من سيتكفل به؟. وانتم يا ايها المسؤولين يا من تتولون مهمة تسيير البلاد، بدل ان تبحثوا عن التمويلات لاستخلاص اجور البرلمانيين وملئ صندوق تقاعدهم، ابحثوا عن اهل الجوع فهم كثيرون. فهذا الحادث المأساوي، هو تشويه لصورة المغرب وصورة ملك المغرب محمد السادس الذي ما فتئ يتبرع بالمواد الغذائية والاغطية والادوية للدول التي تعاني الويلات جراء الحروب والكوارث الطبيعية. كلنا مسؤولون عن هذه الفاجعة التي تخدم بالأساس اعداء الوطن الذين يريدون النيل منا بكل الوساىل المتاحة وعلينا تصحيح الاوضاع، والا ستكون العواقب جد وخيمة ،علينا ان نتضامن ونتازر ونتشاور فيما بيننا بعيدا عن الكاميرات والاضواء. وختاما فلياخذوا المكاسب وليأخذوا المناصب وليتركوا لنا الوطن سالما امنا بشعبه الطيب ولا لشهداء الدقيق ..لا لشهداء الجوع.