جميل أن تتوفر مدينة القصر الكبير على كورنيش على ضفاف نهر اللوكوس، لكن بمنطق الأولويات لا يعقل أن يقام كورنيش بمواصفات مقبولة ليأتي المواطنون للاستمتاع باستنشاق الروائح الكريهة! سيصدق علينا أنئذ المثل الشعبي (العكر فوق الخنونة)، من المعروف لدى الساكنة أن مياه اللوكوس لم تعد بتلك السمعة التي تناسلت من أساطير الرومان فالمياه العادمة (سواء المنزلية او التي تلقي بها الوحدات الصناعية) لوتث النهر الذي تستخدم مياهه في سقي الحقول (خاصة حقول النعناع) كما تعتبر مسبحا لأبناء الفئات الشعبية للاحتماء من لهيب صيف المدينة القائظ، كل هذا رفع من حجم المخاطر التي تتهدد صحة المواطنين وخاصة الأجيال الصاعدة، من وجهة نظري إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة أولى من إقامة الكورنيش الذي يمكن حينئذ أن يشكل الخطوة اللاحقة، لما لهذا المشروع من أثر اقتصادي واجتماعي وبيئي، في ماليزيا مثلا % 97 من المياه المستعملة تتم معالجتها وإعادة الاستفادة منها، والكلفة المالية الضخمة لإنجاز الكورنيش أظن أنها كافية لتشييد محطة لمعالجة المياه العادمة بمواصفات جيدة.