يبدو أن مدينة الحاجب بعيدة عن الانخراط في انشغالات المغرب البيئية، فالمياه العادمة التي استمرت تجري على سطح عشرات الفدادين المجاورة للمدينة مازالت تسقيها حتى حدود الساعة غير مكترثة بالعواقب الوخيمة على صحة الساكنة التي تقتات من خضروات و محصول هذه الفدادين المقدرة بالأطنان، وهو أمر يثير الكثير من النقاش والضجيج خاصة وسط الفئات الواعية بخطورة هذا الوضع المقلقل للغاية وفي غياب أية جهة حامية للمستهلك. عدوى تسربات المياه العادمة تخنق فدادين جماعة أيت نعمان غرقت عشرات الفدادين والحقول المزروعة والمغروسة بجماعة أيت نعمان خلال الأسابيع الماضية في فيضانات مهولة لمجرى المياه العادمة لمدينة الحاجب بفعل التسربات الخطيرة لمصب المياه الحارة والتي سرعان ما سطرت لنفسها مجاري سطحية على امتداد الطريق الرابطة بين مكناس والحاجب عبر أيت علي، وانتشرت الروائح عبر نطاق واسع تضررت معه ساكنة الدواوير المجاورة وكذا قطيع الماشية، وتحول المقطع الطرقي إلى برك مائية ملوثة بالأوحال العكرة والتراكمات المشوهة، في الوقت الذي تخوف الكثير من المواطنين من تضرر المنبع المائي لعين أغبال الذي يغذي فرشة مائية مهمة سطحيا وباطنيا لدوار أيت علي. وللإشارة فإن رمي المياه الحارة في الفضاءات الطلقة يعد اعتداء مباشرا على صحة السكان والبيئة نتيجة ما يرافقها أو يتولد عنها من ترسبات خطيرة لبقايا الحديد والمواد الكيماوية المستعملة في الزراعة والتي تعد أكثر فتكا بصحة الإنسان ومحيطه البيئي وظهور أعراض أمراض مزمنة . المياه العادمة : ما بين العلاج والمعالجة إذا كانت مدينة الحاجب قد بذلت مجهودا جبارا خلال السنوات الأخيرة لإعدام «نظام المطمورة» الذي طبع علاقة المواطن الحاجبي بنظام الصرف الصحي عبر سنوات وفي كثير من الأحياء الحضرية (عين سيحند، الثمانينات ...) في وقت مازالت تنتظر فيه أحياء أخرى بوسط المدينة دورها (واحد منها جوار مقر عمالة الإقليم ومندوبية الصحة، حي أيت سعيد 2، وآخر وسط المدينة كحي «ليقامة» بمقاطة سيدي بوزيتون )، والتي لم تتمكن بلدية الحاجب بعد من إيجاد تسوية قانونية لملفهما ، مما يضاعف من محنة ساكنتهما التي أصبحت تفتقد لأبسط شروط الكرامة والعيش السليم من خلال اختلاط روائح المياه العادمة بدمائها، واستنشاق أبنائها صباح مساء لهواء مليء بالمكروبات، قد يكون من الضروري ومسايرة للأوراش الكبرى التي فتحها المغرب في إعداد المداخل الرئيسية لحماية البيئة، وتوفير شروط سلامتها، - يكون من الضروري- التسريع ببرمجة محطة لتصفية ومعالجة مياه الصرف الصحي وكذا برمجة مطرح بمواصفات مقبولة لرمي النفايات الصلبة عكس المطرح العشوائي الذي يرمي بسمومه السائلة في أعماق فرشة جماعة أيت بورزوين والتي قد تصل مجاريها المائية إلى مدن أخرى.