أصبح سقي المناطق الخضراء بطنجة، كالذي يسكب الماء في الرمل، بعدما صارت السلطات المحلية تطبق حرفيا هذا المثل المعروف، الذي يطلق على أي عمل بدون فائدة، حين تم الشروع في سقي واجهة رمال الشاطئ الجماعي، بعد محاولة تزيينها بالعشب مع انطلاق موسم الصيف. "حرام.. حرام"، هكذا علق العديد من المارة على مشهد سقي الرمال على طول كورنيش الواجهة الشاطئية، حين كانت المياه تضيع بسخاء كبير، بدعوى تثبيت العشب، الذي تم إعداده فوق كتل رملية، في محاولة لخلق منطقة خضراء على الشريط المقابل لمحلات العلب الليلية بالجهة السفلية من الكورنيش. هذا المشروع، الذي يرمي إلى غرس العشب فوق رمال مداخل الشاطئ الجماعي، لتزيين الكورنيش، والحد من زحف الرمال نحو ممر الراجلين، سرعان ما تحول إلى كابوس، بعدما غطت الرمال العشب في كثير من المواقع بالمساحات المغروسة، ومع ذلك تتواصل عملية السقي يوميا من أجل تثبيت العشب "رغم أنفه"، لدرجة أن صار عمال سقي المناطق الخضراء يسكبون المياه فوق الرمال بشكل عشوائي كل ليلة، في انتظار ذلك الاخضرار المطلوب، الذي قد يأتي وقد لا يأتي، بعد استنزاف مياه صالحة للشرب، يؤدي فاتورتها سكان المدينة. وظلت طريقة سقي المناطق الخضراء، تثير العديد من الانتقادات الموجهة لجماعة طنجة، حول تبذير المياه من خلال السقي العشوائي باستعمال مياه صالحة للشرب، في الوقت الذي تعاني فيه مجموعة من المناطق من نذرة الماء الشروب، كما أصبحت تكلف الجماعة مبالغ مالية مهمة، كلفة استهلاك الماء خلال السنة الماضية فاقت 3 مليون درهم، جراء حاجة العشب للسقي يوميا، بعد اتساع رقعة المساحات الخضراء بالمدينة مع أوراش طنجة الكبرى. وكان المجلس السابق قد أعلن عن الشروع في سقي المناطق الخضراء بواسطة المياه العادمة بداية من سنة 2016، بعد إنجاز محطة معالجة المياه العادمة لبوخالف بجماعة اكزناية، وهو المشروع الذي دشنه جلالة الملك في أكتوبر 2015، وسيمكن في مرحلة ثانية مبرمجة في أفق سنة 2017، من تجميع ومعالجة ما تبقى من الشريط الأطلسي الواقع بين هوارة وأصيلة، بحجم إجمالي قدره 16 ألف متر مكعب في اليوم ( 210 ألف مقابل نسمة)، علاوة على توسيع شبكة توزيع المياه المصفاة لتصل مساحة للسقي والري قدرها 200 هكتار/ يوم، لكن لحد الآن تتواصل الدراسات لاستغلال المياه العادمة في سقي جميع المناطق الخضراء بطنجة. كما سبق أن وقعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء شرفات أفيلال اتفاقية شراكة مع رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري، خلال شهر يوليوز من العام المنصرم، على هامش الدورة الثانية لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ (ميد كوب المناخ)، يتعلق شطرها الثاني بسقي ملاعب الكولف والمساحات الخضراء لمدينة طنجة، عبر إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لمحطة بوخالف، بكلفة مالية تقدر ب 55 مليون درهم.