سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلالة الملك يدشن بمراكش مشروع معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة ويطلع على البرنامج الجهوي لاقتصاد ماء السقي بالدوائر المسقية بجهة مراكش تانسيفت الحوز حرص ملكي على دعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة والمساهمة في تطوير فلاحة عصرية
أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس بمراكش، على تدشين مشروع معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بالمدينة، الذي بلغت كلفته الإجمالية 1,23 مليار درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذا المشروع النموذجي، الذي سيساهم في التطور العمراني والسياحي لمدينة مراكش، ولاسيما من خلال معالجة جميع المياه العادمة بالمدينة «120 ألف متر مكعب في اليوم» والقضاء على الروائح الكريهة وتقليص الانبعاثات الغازية المتسببة في الإحتباس الحراري وكذا حماية الموارد المائية. ويشمل هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيدين الوطني والإفريقي، إنجاز محطة لتصفية ومعالجة المياه العادمة تمتد على مساحة تقدر ب 17 هكتار وتبلغ طاقة معالجتها ما ينتجه 1,3 مليون نسمة من المياه العادمة، ووضع شبكة لإعادة استعمال المياه المعالجة تتكون من خمس محطات للضخ و80 كلم من القنوات. وتعتمد محطة المعالجة الجديدة، التي تستجيب للمعايير الدولية وتستعمل أحدث التكنولوجيات في جميع مراحل معالجة المياه العادمة، أسلوب المعالجة البيولوجية المسمى ب` «الحمأة المنشطة» تليه عملية تصفية وتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية وبإضافة مادة الكلور. وتسمح هذه الطريقة بمعالجة الحمأ والنفايات وصرف ماء ذي جودة حسنة في الوسط الطبيعي من الدرجة «أ» ، حسب تصنيف المنظمة العالمية للصحة في ما يخص المياه المعالجة، وكذا إمكانية إعادة استعمالها في الري، وسقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف المبرمجة في إطار المشاريع السياحية بالمدينة. وستمكن محطة مراكش من توفير مصدر متجدد وبديل من الماء يقدر ب` 33 مليون متر مكعب سنويا، وهو ما يمثل نحو نصف حجم الاستهلاك بالمدينة. وتخضع المياه العادمة، التي يتم توجيهها نحو محطة المعالجة بواسطة شبكة التطهير، لعملية معالجة تمر بأربع مراحل. وتهم المرحلة الأولى، الخاصة بالمعالجة الأولية، توجيه المياه العادمة نحو محطة المعالجة من خلال شبكات التطهير، حيث تمر عبر حاجز «غربال» يلتقط المواد كبيرة الحجم والطافية، قبل أن تنساب المياه في المرحلة الثانية عبر منشأة مزدوجة «حوض» تسمح بالتقاط المواد الثقيلة (الرمال» والتي تنزل إلى قعر المنشأة والمواد الطافية والتي تلتقط في السطح. وتجهز الأحواض في هذه المرحلة بجسر آلي الحركة وبمضخات تهوية، حيث تنشر المضخات، المركبة على طول كل منشأة، فقاعات هواء تعمل على صعود الدهون والأجسام الطافية إلى السطح. أما المرحلة الثانية، والتي تتعلق بالتصفيق الأولي، فتهم ترك الماء في حالة سكون لمدة ساعتين ونصف داخل ثلاثة أحواض للتصفيق سعتها الإجمالية 12 ألف متر مكعب حيث تسقط المواد العالقة في قعر الحوض مشكلة الحمأ الذي يتم ترحيله داخل وحدة للمعالجة. إثر ذلك يتم الشروع في مرحلة «المعالجة الثانوية»، والتي تتضمن معالجة بيولوجية للمياه على مستوى أربعة أحواض للتهوية مفتوحة تبلغ سعتها الإجمالية 75 ألف متر مكعب، ويتم بداخلها ضخ الهواء بواسطة موزعات مزودة بضاغط للهواء. وتقوم هذه المعالجة على أساس تنشيط البكتيريا التي تتغدى على المواد العضوية المتبقية بالماء. ويتجلى دور هذه البكتيريا في التحويل الطبيعي للتلوث العضوي وإزالة الكربون والآزوت والفوسفور بالمياه الراسبة. وتترك المياه بعد ذلك في حالة سكون حوالي تسع ساعات ونصف في أربعة أحواض للتصفيق الثانوي بسعة إجمالية تقدر ب` 40 ألف متر مكعب. ويتم عزل الماء والحمأ العضوي عبر مراحل طبيعية للترسيب، قبل أن يتم تصريف الماء المصفى عبر قنوات خاصة. أما المعالجة الثلاثية، والتي تمثل المرحلة الرابعة، فتتم عبر ثلاث مراحل تشمل التخثر والتلبد ثم الترشيح السريع داخل بطارية تتوفر على عشرين جهازا للترشيح الرملي، تعقبها عملية تعقيم بواسطة الأشعة فوق البنفسجية مع إضافة الكلور عند الحاجة. وتتوفر محطة المعالجة بمراكش على مختبر للتحليلات يمكن من تدقيق مختلف المؤشرات المتعلقة بجودة الماء قبل وأثناء المعالجة. وموازاة مع مراحل معالجة المياه، تشهد المحطة أيضا القيام بسلسلة من المعالجات الإضافية، حيث يقضي الحمأ 20 يوما تحت حرارة تصل إلى 37 درجة مئوية داخل أربع منشآت للهضم، سعة كل واحدة منها 6000 متر مكعب. وتمكن عملية الهضم من إنتاج 20000 وحدة من البيوغاز يوميا، والذي يستعمل في مزج وتسخين الحمأ وكذا في إنتاج 30000 كيلوواط ساعة من الطاقة الكهربائية في اليوم مما يغطي 45 بالمائة من حاجيات المحطة من الطاقة. وستمكن هذه النجاعة الطاقية من تقليص انبعاث الغازات المسببة للإحتباس الحراري وذلك بتفادي قذف 60000 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. إثر ذلك يتم تخزين المياه المعالجة في حوض سعته 9000 متر مكعب قبل أن يتم تصريفها عبر شبكة من القنوات تمتد على طول 80 كيلومترا مدعومة بواسطة خمس محطات للضخ. وقد مكنت هذه الشبكة من إيصال المياه المعالجة إلى مختلف نقط الاستعمال، خاصة منطقة النخيل «810 هكتار» والتي ستستفيد من 3 ملايين متر مكعب من الماء سنويا، بالإضافة إلى تزويد 19 مجمع سياحي للغولف ب` 23 مليون متر مكعب من الماء سنويا. ويعكس هذا المشروع الضخم، الذي يتميز بانعكاساته القوية الإيجابية على المجالات الصحية والاقتصادية والبيئية للمواطنين، العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لقضايا البيئة والتنمية المستدامة. ويعد المشروع ثمرة شراكة بين الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش «596 مليون درهم» والميزانية العامة للدولة «150 مليون درهم» والمنعشين السياحيين الخواص «486 مليون درهم». وبهذه المناسبة، تقدم للسلام على صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله مجموعة من المنعشين، الذين ساهموا في تمويل إنجاز المشروع والذين تستفيد مشاريعهم السياحية من شبكة إعادة استعمال المياه المعالجة. كما اطلع جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس بالجماعة القروية السعادة «عمالة مراكش»، على البرنامج الجهوي لاقتصاد ماء السقي بالدوائر المسقية لجهة مراكش تانسيفت الحوز، والذي رصدت له اعتمادات مالية إجمالية تناهز 6,5 مليار درهم. وقدمت لجلالة الملك شروحات حول هذا المشروع، الذي يستفيد منه 25000 فلاح، ويهم استبدال نمط السقي من الانسيابي إلى التنقيط، على مساحة تقدر ب` 97300 هكتار. وسيمكن المشروع من المساهمة في تطوير فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية وتحسين الدخل الفردي للفلاح مع ضمان تدبير أمثل ومستدام للموارد المائية، التي تعرف ندرة بالجهة، من خلال ضمان ارتفاع نجاعة السقي والرفع من مردودية المنتوجات وخفض استعمال الماء. كما سيساهم في ضمان ارتفاع نجاعة السقي من خمسين بالمائة إلى تسعين بالمائة، والرفع من تثمين مياه السقي من 2.3 إلى 5.5 درهم للمتر المكعب والرفع من القيمة المضافة للمنتوج الفلاحي من 19000 إلى 42000 درهم للهكتار. وتتوزع المساحة، التي يستهدفها البرنامج الجهوي لاقتصاد الماء ما بين التحويل الجماعي «57100 ه`» والذي تتكلف فيه وزارة الفلاحة والصيد البحري بعصرنة شبكة السقي لملاءمتها مع متطلبات السقي بالتنقيط، بينما يقوم الفلاحون المعنيون بإنجاز التجهيزات الداخلية للضيعات في إطار إعانات صندوق التنمية الفلاحية، والتحويل الفردي «40200 ه»، الذي ينجز من طرف الفلاحين في إطار إعانات صندوق التنمية الفلاحية. وهكذا سيمكن هذا البرنامج، الذي يتم إنجازه في إطار مخطط المغرب الأخضر، من الرفع من المساحة المجهزة بالتنقيط على صعيد الجهة من 40.000 هكتار حاليا إلى أكثر من 137.000 هكتار في أفق 2020. ومن أجل تنفيذ هذا المشروع الضخم، فقد تم تقسيمه إلى عدة أشطر حيث يشمل الشطر الأول، الذي يوجد في طور الإنجاز مساحة 12200 هكتار، ويهم الشطر الثاني «20122014» مساحة تقدر ب` 10000 هكتار، فيما ستتم برمجة المساحة المتبقية خلال الفترة 20142020. وبهذه المناسبة، أعطى جلالة الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال إنجاز مشروع «نفيس ن 12 «، الذي يندرج في إطار الشطر الأول من البرنامج الجهوي للاقتصاد في مياه السقي. وتبلغ كلفة إنجاز المشروع، الذي يمتد على مساحة تقدر ب» 4300 ه« ويستفيد منه 2000 فلاح، 260 مليون درهم. ويتكون هذا المشروع، الذي يشرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للحوز على إنجازه، من محطة لتصفية مياه السقي، و146 كلم من قنوات الري الباطني التي تعمل تحت الضغط، و50 مأخذ جماعي و390 مأخذ فردي وكذا تجهيز الضيعات الفلاحية بالسقي الموضعي المدعم من طرف صندوق التنمية الفلاحية. ومن النتائج المرتقبة لهذا المشروع، الذي تنتهي أشغال إنجازه سنة 2013، الرفع من تثمين مياه السقي من 2.3 إلى 5.8 درهم للمتر المكعب والرفع من القيمة المضافة للمنتوج الفلاحي من 19000 إلى 45000 درهم للهكتار. وتتميز جهة مراكش تانسيفت الحوز بمناخ شبه قاري، حيث لا تتجاوز التساقطات المطرية 250 إلى 300 مم سنويا مما جعل تعبئة الموارد المائية مسألة حيوية تصدرت الأولويات في البرامج التنموية منذ الاستقلال. وتتوفر الجهة على خمسة سدود كبرى هي سد مولاي يوسف على واد تساوت وسد مولاي الحسن الأول على واد الأخضر وسد بين الويدان على واد العبيد وسدي للا تكركوست ويعقوب المنصور على واد النفيس. وتمكن هذه المنشئات من تعبئة 930 مليون متر مكعب من المياه سنويا تخصص لسقي مناطق السقي الكبير بكل من تساوت العليا وتساوت السفلى والحوز الأوسط وذلك على مساحة إجمالية تبلغ 144600 هكتار، إلى جانب توفير مياه الشرب لمدينتي مراكش وقلعة السراغنة. وبالإضافة إلى ذلك، تتوفر الجهة على شبكة للري يفوق طولها 2500 كلم وشبكة للطرق والمسالك القروية طولها 1900 كلم.