ففي مبتدأ الأمر، إن الحديث عن مدينة القصر الكبير هو حديث ذو شجون، يمكننا اختصاره في مجموعة من النقاط نصوغها في التساؤلات التالية، وهي ما سبب عدم زيارة الملك لهاته المدينة؟ وما هي الصورة السيميائية التي ترسمها ساكنة القصر الكبير لجلالة الملك؟ مادام السؤال الأول مرتبط بحيز الزمان والمكان ومجموعة من الأشياء الأخرى، فلا يسعنا أن نناقشه بالتحليل والتفصيل، لكنه ومن خلال الصيغ التساؤلية يبدو توا وبلا مقدمات أن مطالبة ساكنة القصر الكبير، بزيارة ملكية تدل دلالة على حبهم للمك وتقديرهم له، فهم لا يريدون مشاريع تنموية بقدر ما يردون الزيارة نفسها والتبرك منها والسلام، ونشر السلم وخاصة أن المدينة تعاني من الاجرام الذي أصبح يعرف ذروته في الانتشار والتفشي، ولاجرم أن مثل هذه الزيارات هي الحل الأوحد والوحيد للقضاء على هذا الوباء وغيره.. وفي المتن نفسه، إن المدينة على خلاف ما نسمع ومتداول بين الناس وفي المغرب عامة، تكن للسلطان تقديرا منفهقا وتحبه للحب نفسه وكفى. و إن دل هذا فإنما يدل على احترام وتقدير هاته المدينة لجلالة الملك محمد السادس وحبهم العفيف للعرش، أما الكلام الذي نسمعه عنها أي أنها فوضوية، فهو كلام واه ضرب من ألا منطق، وفي ذات السياق، يشاع باستغراب كبير لماذا لا يزور جلالتنا مدينة القصر الكبير رغم مروره عليها بشكل دوري حينما يتوجه لتطوان وطنجة. إن الجميع ينتظر على ظمأ، حلول مولانا من صغار وكبار نساء ورجالا، خاصة وأنها اشتهرت تاريخيا بمعركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة والتي انتصر فيها المغرب على الاجتياح البرتغالي. فمتى سيلبي مولانا جلالة الملك هذا الطلب المشروع الذي تنتظره المدينة بفارغ الصبر.