تحت ضلال الغدر نستظل بسلطان القهر نستذ ل بالمكر والخدع نضمحل والهوس عندنا كيف نستقل من تلك الآفة التي اختلطت بدم شبابنا كالسرطان، وأقبل على استعمالها مدمنون كثر كالفيضان ، فدمرت كياننا فصرنا صرعى للهذيان ، وها نحن من غزوها لنا نقاسي الضياع والضيعان . يستطيع أمن المغرب بفضل رجاله وضباطه الأقوياء والشجعان ، أن يشتموا رائحة المدمنين أينما حلو وارتحلوا ، ويستطيعون أيضا بذكائهم وأحاسيسهم الزائدة ،أن يقتفوا آثار مروجي المخدرات في أوكارهم العجيبة والغريبة ، وفي الكثير من الحالات عند الأوروبيين من حيث الأمن ، ياما استعانوا برجال أمن من بلاد المغرب ، هذا فإن دل فإنما يدل على أن الشرطي المغربي والدركي والإستخباراتي والإيرجي في بلدنا ،لا تفوته صغيرة ولا كبيرة في الدائرة التي قد وكل بحفظها ، فمن المفروض وأمنيونا على حالهم العظيم هذا أن لا يكون في بلادنا حبة حشيش ولا أقراص هلوسة ولا بابيلا ولا سوداء ولا بيضاء ، وبما أنني قصري أبا عن جد ، ولدت وترعرعت فيه ، أرى المخدرات تباع وتستعمل نهارا جهارا على قارعة الطرقات وفي الشوارع والدروب والأزقة ، فتعسا لنا جميعا لما آلت إليه أحوالنا . فالتخدير دمر الكثير ، وسلوك المدمن لاجرم سيكون خطير ، فأمن المدينة على وأد التخدير قدير ، لكنه لغاية في نفسه إكتفى أن يكون نظير ، وإتخد من بائع السم لنفسه عشير ، شيئ عجيب في مدينتي وفساد أمن كبير ، أين الشهامة والرجولة وأين الضمير ، أيها الشرطي أيها الإيرجي ، أين شرفك أين قسمك أين غيرتك على أبناء وطنك أين عهدك أين رباطة جأشك ، أم سولت لكم أنفسكم أمرا ، وحدتم عن الحق وإتباع القانون المسطر عندكم ببعض من الهدايا وشيئ من الحلاوى وحتى الرشاوى . ونسيتم حال أم المدمن على فلذة كبدها ، فلا تنسى أن لك أنت فلذة كبد ، ويوما ما سيدخل عليك ولدك مدمنا رغم حرصك ، وبه ستعرف تقصيرك السافل في عملك ، يا أمنيونا لقد قضيتم على شبابنا ، وسفهتم أحلامنا ، ونسفتم طموحنا ، وحطمتم قلوبنا . وإعلمو جيدا أنكم نكثم عهد الله ، والعهد مسؤول ، ونحن على ذاك الوعد أول العدول ، ظلمتمونا فلسنا بمن نرضى بأنصاف الحلول ، ففي كيد الأمنين وقد قيلت أكثر المثول ، فها نحن على عهدنا لكم نحيا فظمونا قبل أن تصيبنا الملول ، نود أن ندعو عليكم فيصيبكم ربنا بما نقول . فبما أنا أصبنا بالظلم منكم فليس علينا إلا الدعاء وعلى بارئنا القبول .