مدينة القصر الكبير لها تاريخ منسي لم يدون في بطون الكتب وبقي في ذاكرة المؤرخين والمهتمين بتاريخ المدينة، ونكاد نجزم أن ما هو مكتوب الآن لم يفي بالغرض كما أنه عمد اما إلى تغييب مراحل مهمة أو الصمت عن مراحل واحداث غيرت مجرى التاريخ، كالمرحلة الهبطية التي كانت عاصمتها مدينة القصر الكبير، وهناك محطات أخرى دات بعد سياسي كمحطة … 1981 و 1984 و2011 الخ، كما نكاد نجزم ان التاريخ المعاصر للمدينة لم يكتب بعد وليست هناك مؤشرات تدل على انه سيكتب لغاية في نفس المؤرخ والسياسي ، لهذا نجد كل ما هو مكتوب يتماشى مع الاطروحة الرسمية للنظام والتي تصور ان المدينة او كل المدن الهامشية لم يكن حضورها في الماضي مؤثر ولم تساهم في بناء عواصم وانظمة حكم. لكن للاسف أصبحت المدينة كقرية كبيرة بجميع المواصفات فجميع مداخلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تعد بوابة لأصحاب الجرارات والدواب وكذلك الكلاب التي تصاحب الفلاحين لقضاء مآربهم بالمدينة كالتسوق وبيع منتجاتهم الفلاحية لساكنة القصر الكبير الدين يخلفون ورائهم روث الدواب والكلاب وبقايا المنتجات الفاسدة التي بقيت لهم، إضافة الى الأحوال الناتجة عن عجلات الجرارات "التراكتور"، كما أن الدواب والكلاب يتجولون في المدينة كالسياح. هل هده هي السياحة التي نتحدث عنها … ناهيك عن الافواج الكبيرة من "الحمقى" و "المشردين" التي لم تجد لهم الدولة حلا لإيوائهم في مكان جيد والاهتمام بهم، فتقوم بترحيلهم من المدن السياحية إلى مدينة القصر الكبير التي تعد من بين المدن الأوائل في استقبالهم في جهة طنجةتطوانالحسيمة. هل هؤلاء هم السياح الذين نتحدث عنهم … أما عن أصحاب "الكاروات" الذين أصبحوا يصلون حتى إلى المحطة الطرقية لنقل ساكنة "اولاد احميد" في فوضى عارمة وقطع الشارع العام أليست ساكنة "اولاد احميد" لها الحق في النقل العمومي الذي يتماشى مع قدراتهم الإقتصادية، فأصحاب "الكاروات" يدكرونني "بالكوتشي" السياحي المتواجد بمدينة مراكش. هل هده هي وسائل نقل السياح الخاصة بالسياحة التي نتحدث عنها … و إذا تجولنا قرب قصر البلدية ستجد مجموعة من الفئات التي تحتج تطالب بمطالب عادلة ومشروعة من بينهم المعطلون الذين يعانون الويلات من إقصائهم من حقهم في التشغيل وساكنة الأحياء المهمشة وفئات أخرى لها مطالبها المشروعة والعادلة . هل هده هي الفئات التي ستسهر على السياح بتوفير الراحة لهم … أما عن ظاهرة الإجرام الخطيرة والتي تهدد سلامة وأمن المواطنين وتعرض حياتهم للخطر بجرة أدوات حادة على سبيل المثال السيوف والسكاكين التي ترى بريقها على بعد مسافات مما يجعلك تغير طريقك في إتجاه غير معلوم على وجه السرعة المفرطة بشدة الخوف والهلع الذي يصيبك فجأة وبدون سابق إنذار … أيها السادة في ضل غياب الأمن والأمان هل ستوفرون للمدينة الشرطة السياحية لحماية السياح الذين ستستضيفهم المدينة … لهذه الأسباب وأخرى لم نسردها نقول دعونا من السياحة و لنوفر الجهد لبلورة تصور حقيقي يرقى بالبنية التحتية للمدينة أولا ثم توفير الشغل لأبنائها بدل من أن يتجهوا الى مدن أخرى كمدينة طنجة والقنيطرة … لكي تستغلهم الباطرونة شر استغلال. وكذلك ملاعب القرب والمناطق الخضراء والمرافق العمومية والمستشفيات وغيرها من المؤسسات التي تسهر على سلامة وصحة الساكنة. إن الحل الوحيد والأوحد للرقي بالمدينة وساكنتها يتجلى في صياغة ملف مطلبي تشارك في صياغته الساكنة ثم الرهان على الحوار مع أعلى هيئات في الدولة وليس الجماعة الترابية أو الباشوية أو العمالة أو الولاية لأن مشكل المدينة غير مرتبط بسوء تسيير المجالس المتعاقبة بل كذلك في العلاقة المختلة بين المركز والمدينة.