سألني أحد الأطفال لما يبكي الملك وهو يمتلك ما يغنيه عن البكاء له دمى يلعب بها و حيوانات يركب عليها و أرجوحات يتسلى بها ، ومساحات كبيرة يركض فيها ، لما يبكي وله أموال كثيرة وسيارات ، وقصور …. فقلت له : يا بني …. بكى ملك المغرب برجوعه إلى الإتحاد الإفريقي ولم تتجاوز دمعته حد الخدين ، بكى بنكيران فلم تتجاوز دمعته حد الخدين ….. لكن حين يبكي الفقير لضيق حاله ، و حين يبكي المعطل الذي لم يجد عملا أو يبكي لشدة الزرواطة ، و حين يبكي المهمش لهضم حقوقه ، و حين يبكي المعتقل السياسي لرفعه شعار أو تبني موقف سياسي ، وحين يبكي المريض لأنه لم يجد مالا يعالج به نفسه، وحين يبكي التلميذ لأنه لم يتابع دراسته في المدرسة العمومية لأنهم ضربوا مجانية التعليم، وحين تبكي الأم لضيق حال عائلتها ….. فإنهم يملؤون الأرض دموعا حتى تبتل من تحت أرجلهم ولن تكفيهم المناديل لتتنشيف دموعهم … يابني حين تكبر ستعلم أن بكاء الفقير ليس كبكاء الملك …