إحدى قناطر القصر الكبير التي اكتشفها صدفة محمد أخريف في بحر سنة 1988 الواقعة بين ضريح للا فاطمة الأندلسية والمقبرة اليهودية في أتجاه طريق البناتيين، أثناء مراقبته لأشغال مد قنوات الماء المضاف من طرف المجلس البلدي، وهي من القناطر الضخمة التي كانت بادية ويمر فوقها الناس، واختفت اليوم تحت مستوى الأرض بسبب تراكم رواسب نهر لكوس، وتحتوي القنطرة على ثلاثة عقود، كان يمر فيها الماء المضاف ومياه الأمطار من الشمال إلى الجنوب في اتجاه نهر لكوس داخل سور المدينة، وربما هو المجرى القديم للنهر قبل تحويله، كانت القنطرة تربط بين داخل المدينة وخارجها عبر باب فاس التي كانت توجد بهذه المنطقة. ولم نجد للقنطرة اسما في المصادر التي باشرناها، باستثناء ما بقي محفورا في الذاكرة الشعبية التي تسميها بقنطرة السريدي، أو الصريدي "كما تنطق محليا"، وأثبتنا ذلك الاسم، ولا ندري هل القنطرة بنيت في عهد قائد القصر الكبير قاسم السريدي الذي ينتسب إلى جيش البخاري، والذي عين من قبل السلطان محمد بن عبد الله بن إسماعيل على القصر ونواحيه سنة 1189ه/ 1775م. "حسب نص وثيقة أورده الأستاذ عبد السلام القيسي في كتابه " مدينة القصر الكبير" الذي نشرته جمعية البحث التاريخي سنة 2006″ ؟. أم كان لها اسم آخر واتخدت هذا الاسم لإصلاح أصابها في عهده، لأن باب سبتة الذي كان موجود في السور المحيط بالقصر الذي يرجع إلى عهد الموحدين، " ويسميه البعض خطأ بسور البرتقيز". علما أن البرتغاليين لم يسبق لهم أن احتلوا القصر، بل إنهم انهزموا على أسواره سنة 1503م. هذا الباب هو بوابة المدينة من جهة الجنوب في اتجاه فاس، ولا بد أن تكون هناك وسيلة قبل هذا التاريخ للعبور من وإلى القصر عبر الباب المشار إليها أعلاه، وللإشارة فقد وجد بالقرب من القنطرة قبر.