أعرف أنه لا يريدني أن أكتب عنه، لأنه ببساطة لا يحب الكاميرات والأضواء التي ترفع المتملقين من الزبالة… لكنني سأكتب عنه لأنه عانى ويعاني الويلات بسبب مواقفه وقناعاته وحلمه الكبير في رص صفوف حركة المعطلين، هذا الحلم البسيط تحول إلى سم يقدفه في وجهه كل المعاقين سياسيا ونظريا في فهم واقع حركة المعطلين في المغرب وخاصة بالرباط…. فليفلو ذلك الإنسان البسيط الذي منح سنوات من عمره إلى جانب العديد من المناضلين المبدئيين الذين رأوا أن أزمة الحركة ترتبط في جزء كبير منها في واقع التشتث الإنقسام واللاتنظيم التي تعيشها الحركة منذ 2011، فكانت فكرة هؤلاء المناضلين هو العمل على توحيد وجمع شتات المعطلين في إطار منظم وواعي قادر على مجابهة كل السياسات اللاشعبية في واقع التشغيل بالمغرب. فتم طرح فكرة "الإتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة"، كمبادرة أو مشروع هدفه الأول والأخير هو توحيد الحركة… فجاءت اللعنة من أبناء القبيلة وبدأ القصف المسعور ليس على فكرة بل لأن فلان طرح الفكرة واجتمعت القبائل في البداية كقبول مبدئي بالمبادرة، لكن الغاية كانت هي عرقلة هذا المشروع رغم أبواب النقد والملاحظات كانت مفتوحة، ليتم تحويل الصراع من مستواه التنظيمي السياسي إلى مستوى الشخصي النفسي، بدعوى "اعلاش الكار مجاش من فاس"، فانهالوا على فليفلو بهراوات السب والقدف والتخوين والتجريم… تعددت الضربات وأخذنا ما أخذنا من القصف، ومع ذلك استمر سيزيف يوسف في مواصلة المعركة، فجاءت مبادرة "الجبهة الموحدة ضد البطالة"، تكرر نفس المشهد وهكذا… بصراحة، منذ البداية كان اختيارا خاطئا الإنتماء إلى حركة لا يعرف أصحابها لماذا هم معطلين؟ ومن لا يعرف لماذا هو معطل لا تعول عليه أن يقدم لك نقدا بدل القصف، وهكذا كان حال رفيقي يوسف ومن معه من الذين خانتهم مبادئهم التي أصبحت شبه مستحيلة أن تمارس في واقع الخبزة فوق كل اعتبار….