لدي أصدقاء في الريف يناضلون في صفوف الحركة الأمازيغية، لا يستقيم الحديث لديهم عن محمد بن عبد الكريم الخطابي دون ذكر اسم الهاشمي الطود، ومدينة القصر الكبير ترتبط لديهم بالهاشمي الطود… الجزائريون يعتبرون الهاشمي الطود رمزا من رموز التحرر الوطني، وزيارته للجزائر كانت تبدو كأنها حدث وطني هناك … الهاشمي الطود الذي لم يساوم من موقعه كقائد عسكري لنيل رخص الصيد في أعالي البحار وضيعات الدولة كما فعل الكثيرون… الرجل تقاعد كأي موظف شريف في الدولة وعاد إلى مدينته الصغيرة، ليقوم بجولاته المسائية الهادئة التي لا تعطي الانطباع بأن ذلك الرجل هو القايد الهاشمي كما يحلو للبعض ان يناديه… وحدها نظراته الصارمة التي كانت تعطي الانطباع بأنه شخص غير عادي … رجل بكل هذه المواصفات لا يستحق في نظر إعلامنا العمومي برنامجا وثائقيا للتعريف بمساره… ربما علينا أن ننتظر حتى يفرغ إعلامنا العمومي من الحديث عن دنيا باطما وسعد المجرد وعادل الميلودي وهلم جرا… إنه إعلام بئيس بكل ما تحمله الكلمة من معنى