رن هاتفي مع الصباح الباكر، عندما شاهدت رقم هاتف ‘خاي آحمد' قلت في نفسي الرجل الاخير رحل. اليوم، مع الصباح الباكر (3:30 التوقيت المحلي) رحل عنا الكولونيل الهاشمي الطود في مسقط رآسه القصر الكبير. تعازينا الحارة الى آبناءه وعائلته وآصدقاءه ورفاقه وكل آحرار المغرب والعالم في فقدان هذا الرجل الكبير الذي وجد نفسه منذ 1947 بجانب عبد الكريم في القاهرة. الراحل كلفه عبد الكريم بإعادة بناء جيش التحرير المغاربي،، مما جعله كثير التنقل بين مصر وبغداد ودمشق وشمال إفريقيا في خمسينيات القرن الماضي. عندما انطلقت الثورة الجزائرية سنة 1953 كلفه الرئيس عبد الكريم بالتدريب وشراء السلاح. وكان آحد تلاميذته في المدرسة العسكرية في مصر السيد الهواري بومديان (بوخروبة)… كما تطوع سنة 1947 رفقت رفيقه محمد ابراهيم القاضي للقتال في شمال غزة، وكرر ذلك تحت رآس كتيبة تضم 150 مقاتل آثناء العدوان الثلاثي. هاجر الى المشرق سنة 1945 مشيا على الاقدام. بعد قدوم عبد الكريم الى مصر قادما من منفاه بجزيرة لاريونيون احتضنه عبد الكريم في منزله…. بعد رجوعه الى المغرب اشتغل في الجيش المغربي، كقاضي، وكمدرس في المدرسة العسكرية بمكناس تخصص تاريخ والتكوين المعنوي حتى تقاعد 1995. والده العلامة عبد السلام الطود وعمه عبد السلام آحمد الطود تم تصفيتهما في معتقل دار بريشة سنة 1956… الرحمة عليه وعلى رفاقه من بينهم حدو آقشيش، حمادي العزيز، الرئيس عبد الكريم وآخوه امحمد، إبراهيم القاضي وكل المجاهدين الابرار… الجنرال الهاشمي الطود رجل مؤمن وشجاع وثقافته واسعة جدا…. عزائي وتحياتي الخاصة ل ابنته البارة السيدة الفاضلة آمني التي غادرت الجيش برتبة ضابطة لتتكلف بآبيها المريض، وتحياتي الحارة كذلك لجند الخفاء ‘خاي آحمد' الذي رافق الراحل في السنوات الاخيرة وبفضله كان الراحل يرى الشمس ويتواصل مع العالم الخارجي…. سيوارى الثرى اليوم بعد صلاة الظهر في القصر الكبير. ياللآسف لن آتمكن من المشي وراء نعشه… الرحمة عليه وعلى الشهداء الابرار….فلترقد روحه في سلام. لدى الضرورة عودة للموضوع. *الصورة الاولى: ‘خاي احمد' يتوسطنا.