قليل هم أولئك الفنانون الذين تمكنوا من القفز على حواجز الإحباط، وبددوا عتمة النسيان، وانتزعوا تأشيرة العبور إلى منتدى الفنانين، وتبوؤوا مكانتهم المناسبة، وكثير هم كذلك أولائك الفنانون الذين بحت حناجرهم، وخابت آمالهم، وتواروا مجبرين إلى غياهب العزلة والانكسار، فضاعت مواهبهم، وأقبرت إبداعاتهم. وعند الحد الفاصل بين هاتين الوضعيتين، وبين خط التماس، بين ظلام التنكر وضوء الاهتمام ينتصب الفنان والأستاذ محمد الزاوية المعروف "بصكلا"، هذا الفنان تزدحم في شخصه عدة مكونات واهتمامات ومواهب فنية ورياضية وهواجس إبداعية، قد أفرزت عدة أعمال قيمة في مجال المسرح والموسيقى والتنشيط المدرسي، والإخراج المسرحي. فالفنان "صكلا" له تجربة في ميدان المسرح المدرسي، بل روائع في هذا الفضاء التربوي، تشهد له بذلك عشرات الشواهد التقديرية التي منحت له من طرف جمهوره العريض من التلاميذ والمربين، ومن نيابة التربية الوطنية بالعرائش، وفي الميدان الموسيقي فهو عازف ماهر، وملحن مبدع، يمزج في ألحانه بين الموسيقى العربية الأندلسية وبين الموسيقى الغربية، وعند سماعك لألحانه يتملكك إحساس بشهامة العربي، وأصالة المغربي، وخفة الغربي، دون شعور تجد نفسك قد استسلمت إلى الحنين إلى الماضي، ثم سرعان ما تتفجر فيك الرغبة إلى الوثب نحو المستقبل. ورغم إمكانات هذا الفنان المادية المتواضعة فقد استطاع أن يؤلف رصيدا لا بأس به من أغاني الأطفال والتلاميذ، والتي تتمحور مواضيعها حول القيم الأخلاقية والتربوية والجمالية. ومن حق الطفولة المغربية عامة أن تشاهد تلك الإبداعات، وتستمتع بجمالها، وتستفيد منها ذوقيا وسلوكيا، فهي إبداعات تتوفر فيها عناصر الجودة فنيا وتربويا. من خلال هذا التعريف المختزل تتضح معالم الرسالة الإنسانية والاجتماعية والفنية والتربوية التي يؤديها الفنان والأستاذ محمد الزاوية "الصكلا" لفائدة الطفولة والشباب، فوجب على الكبار حسن الإصغاء، وعلى المسؤولين الدعم والمساندة. محمد الزاوية "صكالة": ولد سنة 1944 بالقصر الكبير مهنته أستاذ بالتعليم الابتدائي فنان موسيقي ومسرحي ألف ولحن عدة قطع وأغاني موسيقية، ومسرحيات تهتم بقضايا الطفولة والتربية والحياة المدرسية. اكتشف وتعهد بالدعم والتوجيه عدة فنانين وفنانات لاعب كرة متمرس من كتاب: "بين جفون الذاكرة" لصاحبه محمد الموذن