علمت ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المرحومة بكرم الله السيدة رحمة بنت أحمد بن محمد الرحالي، التي وافاها الأجل المحتوم يوم الإثنين 15 غشت 2016 بمدينة القصر الكبير. ودفنت بمقبرة مولاي علي بن أبي غالب بعد صلاة الظهر عليها بمسجد وادي المخازن. وسأروي ما سمعته منها ومن زوجها في عدة مقابلات وثقها بالصور. نشأتها وحياتها الزوجية ولدت المرحومة بمدشر صف التراولة جماعة أبي جديان الحالية بقبلة أهل سريف سنة 1936، وتزوجت بالسيد أحمد حَيْسن الذي كان مجندا بالمحلة المخزنية سنة 1950. والتحقت بالقصر الكبير سنة 1962 بعد ما أدمج زوجها المقاوم في الجيش الملكي ورقم بطاقته في المقاومة 511721. وخلفت المرحومة مع المقاوم حيسن المذكور خمسة أبناء هم: السيدة فاطمة مهنتها البيت، والسيدة نعيمة طبيبة بالجديدة، والسيدة فوزية أستاذة جامعية بالدار البيضاء، والسيد علي مفتش في التوجيه بطنجة، والمرحوم عبد العزيز الذي توفي في حياتها وتكلفت مع زوجها بتربية أبنائه. مقاومتها كان زوجها السيد المقاوم في البداية مجندا في الجيش النظامي المخزني، وكان له اتصال بالمقاومين بالقصر الكبير، وكانت تعلم ذلك وتحافظ على سره، وهو أول من فر من الجيش الإسباني بتاريخ 05/05/1195/. وحينما فر جاء إليها بعض الجنود يستفسرونها عن زوجها الذي فر إلى المنطقة السلطانية، فتظاهرت بنفيها لمعرفة فراره، بل إنها اتهمت قائده الذي كان يكرهه هو الملازم كوبو بقتله، وكانت تنقل الخرطوش الحي في سطل التين الهندي للقصر الكبير وتسلمه لأحد المقاومين في فندق الدامون بالقصر. بينما زوجها المقاوم أحمد حيسن التحق بفرقة محمد بن الميلودي بسلاحه. نضالها في الحزب وفي الاستحقاقات الانتخابية انضمت إلى الاتحاد الوطني قبل نزولها للقصر، وبعد المؤتمر الاستثنائي سنة 1975 أصبحت عميدة الاتحاد والاتحاديات خصوصا في حي العروبة حاليا، وللتاريخ فقد كنا في الحملات الانتخابية نلتجئ إليها من أجل دفع المصوتات والمصوتين للتصويت على الحزب سواء في المدينة أوالبادية لما كان لها من صيت وقدرة على التواصل والإقناه للمصوتين. ويرجع لها الفضل إلى نجاح السيد محمد سعدون في البلية لفترتين، ونجاح المرحوم أحمد العسري لأن دائرته تجاورها، كما قدمت لي دعمها لنجاجي الانتخابي مرتين أيضا. كانت في الحقيقة مناضلة مقاتلة في الاتحاد الاشتراكي تأخد بطاقتها وبطاقة زوجها الحزيبة سنويا، وتوزع البطائق على نساء الحي. تضامنها مع المعتقلين والمطرودين 1979 كانت امرأة كريمة، ومؤمنة، وشغالة، ومقدامة بالقصر الكبير، لا تعرف الخوف في وقت كان أغلب الناس يخافون من القمع الذي كان يلاحق الاتحاديين، كان لها دكان خارج من بيتها على طريق تطف، وكانت ركيزت قوية ذات تأثير في الحركات التضامنية مع المعتقلين والمطرودين، ولا أنسى ما قالته لي حينما طردت في إضراب 1979 وبحضور زوجها رغم وضعيتها الاقتصادية ومتطلباتها الأسرية، قالت لي في دكانها الصغير الذي كانت تيع فيه المواد الغذائية، قالت لي هذا دكان لنا ولك إذا احتجت شيئا خذه إلى أن يفرج الله. وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدم بأحر التعازي لكافة أسرة الفقدية راجيا من الله عز وجل أن يتغمدها بالمغفرة والرضوان، وللأسرة الصبر والسلوان. ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)).البقرة 156. صدق الله العظيم.