مراكش : محمد مروان أحمد عشاق بن المحجوب الحامل للبطاقة الوطنية رقم : E384503 الساكن بحي رگراگة رقم : 38 بأمزميز ، كان في الحركة الوطنية منذ سنة 1946 وكان مناضلا غيورا صحبة الشهيد محمد البقال وأخيه أحمد البقال الذي كان تربطه به روابط متينة حيث استأجر منه المحل الذي كان يتاجر فيه والذي استعمله لبيع الحليب والجرائد الوطنية حتى لقب آنذاك بأحمد مول الحليب لدى عناصر المنظمة الذين كان يعطيهم الإذن لكل من أراد منهم الاتصال بالشهيد محمد البقال كلما دعت الضرورة ، وكان دكانه هذا مركزا لانطلاق الحركة الوطنية من مراكش إلى نواحيها أو إلى أعماق سوس أو إلى وادي درعة وقد تكونت منظمة من الوطنيين برئاسة الفقيه العلامة الحاج عبد الله الرجراجي وكان أحمد عشاق رئيسا شرفيا لهذه المنظمة التي عمل على تزويد أفرادها بكل ما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي وكان هؤلاء الأفراد يخبرونه بالأعمال البطولية التي يقومون بها وكان يبعث أخبارها فور حدوثها إلى الإذاعة الدولية بطنجة التي كانت تبثها على أمواج الأثير ، كما كان يراسل هيئة الأممالمتحدة وتراسله ويخبرها بكل ما يروج في المغرب ابتداء من سنة 1951 بعدما انعقد مجلسها بقصر شايو بباريس وكانت هي الأخرى تبعث له بجميع القرارات والتوصيات التي كانت تصدر عن الأمانة العامة لهيئتها ، هذه المراسلات التي كان يسلمها حال توصله بها إلى المرحوم عبد الله إبراهيم عن طريق محمد البقال أو أخيه أحمد البقال ، وهكذا أصبح أمين سر محمد البقال . وإبان مظاهرة فرحات حشاد ألقي القبض عليهم من طرف حراس الباشا الكلاوي حيث حكم على من اعتقل منهم بالسجن . أما أحمد عشاق بما أنه كان ينتمي إلى القصر فقد حكم بجلده 300 جلدة حسب الأحكام المطبقة آنذاك في حق خدام الأعتاب الشريفة بالقصر ، ورغم ذلك ساهم في تنظيم و تأطير مظاهرة المشور رفقة الشهيد محمد البقال وأخيه أحمد البقال في منتصف شهر غشت سنة 1953 ، كما شارك في حوادث الكتبية فألقي عليه القبض ثانية وعلى السيد محمد ولد علي أو إبراهيم الملقب أنذاك بليوتنو بن الشيخ ، إذ كان ضابطا بالجيش الفرنسي وهو صهر له ومن أقارب الكلاوي أيضا نسبا ، إلا أنه كان وطنيا قحا غيورا عن وطنه حيث اتهم بن الشيخ بأنه كان يزوده بالسلاح والذخائر . وأثناء التحقيق مع أحمد عشاق في هذه الواقعة عذب أشد أنواع العذاب بالعصي والزراويط إلى أن أغمي عليه دون أن يصل معه أفراد زبانية المستعمر إلى أي معلومة ، حيث وجد نفسه عندما استفاق مكبل الرجلين ومقيد اليدين ممدودا على الأرض فوق ماء وثيابه كلها مبللة ، وعشية اليوم السادس من أيام التحقيق اقتادوه ليلا حيث تم جلده أمام أعين الباشا لكلاوي الذي كان دائما يرفض مبايعته فيتم ضربه إلى أن يغمى عليه ، هذا التنكيل والتعذيب الذي لم يسلم منه مرة أخرى عندما اعتقل يوم دخول المقيم العام ʺكرنفال ʺ بسبب وجود كتابات على الجدران ومناشير موزعة بين أوساط المواطنين ترفض مجيء هذا المستعمر ، جاعلين منه كبش فداء هذه المناسبة بحكم الصلة الوطيدة التي كانوا يعرفونها بينه وبين الشهيد محمد البقال ، وبما أن اجتماعاته بمعية رفاقه في النضال مع الشهيد محمد البقال قد افتضحت أخبارها ، قام باشا القصبة آنذاك المسمى سي حسي وهو الأخ الأكبر للباشا الكلاوي باستدعاء عشاق رفقة الشهيد محمد البقال وأخيه أحمد البقال حيث قال لهم بالحرف : « إن الباشا الكلاوي يريد أن يتصالح معكم أنتم الثلاثة ، وأنه سيكرمكم براتب شهري لكل واحد منكم قدره أنذاك : 30000 ريال تأخذونها من الغد إن أردتم كما ستعطى لكل واحد منكم سيارة طاكسي تكون ملكا لكم وأن يختار كل واحد منكم المدينة التي سيعين فيها قائدا أو خليفة بعيدا عن مراكش بشرط أن تسكتوا عن التحريضات وتتوقفوا على ما تقولونه للناس » ، فأجابه الشهيد محمد البقال رحمه الله : « إننا لا نريد لا دراهم ولا طاكسيات ولا وظائف ، وهذا الكلام نقوله هنا أمامك وخارج هنا للناس جميعا في المساجد والأسواق والطرقات .... سواء كنا في السجن أو خارج السجن ، والذي يمكن أن يفيدكم هو أن تقتلونا وتريحوننا وتريحوا أنفسكم قبل 20 غشت 1953 » ، ويؤكد أحمد عشاق على أن هذا شيء يسير من تاريخه في المقاومة الوطنية التي يذكرها ساعيا من خلال ذلك إلى إثارة الانتباه إلى ملف قضيته المسجل تحت رقم : 61357 لدى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير الذي يسعى من خلال الوثائق التي يضمها إلى الحصول على صفة مقاوم قبل فوات الأوان بعدما أحس بوهن العظم منه وضعف البصر واشتعال رأسه شيبا بعد عقود خلت من الزمن حصلوا خلالها رفاق دربه في المقاومة الوطنية على هذه الصفة ، هؤلاء الذين زكوا طلبه هذا مؤكدين صحة أقوال أحمد عشاق بشهادات نتوفر على نسخ منها مصادق على توقيعاتهم من طرف السلطة المعنية التي ذيلوا بها نصوصها نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أخت الشهيد محمد البقال السيدة فاطمة البقال رقم بطاقة المقاومة لأخيها الشهيد : 525078 أرملة المرحوم مولاي إبراهيم عواطف صاحب رقم بطاقة المقاومة رقم : 515818 وعبد القادر كعباري بطاقة المقاومة رقم : 517109 و زينب علوان بطاقة المقاومة رقم : 517110 وعمر البركي بطاقة المقاومة رقم : 509731 وعمر الخلدوني بطاقة المقاومة رقم : 515922 .