و أنا أناقش إحدى صديقاتي عن النسك و الإسلام و بعض المختلفات أثارت سؤالا مثيرا "أن الأخلاق لا علاقة لها بالإيمان "…وأن المؤمنون ليس هم المعنيين فقط بالأخلاق.. ثم تابعت بقولها أن هناك ملاحدة على خلق…. إن الأخلاق فطرية على نحو فطرية الإيمان ، فنزوع البشر للخير هو نتيجة طبيعية لوجود "الروح" فينا ،تلك النفحة التي كنا بها و كانت بها الحياة…! كيف يمكن لمن نفى عمدا وجود أصل لهذا العالم أن يمتثل لفطرته ؟ الإيمان ليس حكرا على المسلمين و كذلك الأخلاق … فهذا الملحد الذي قد يبدو في تحد أخلاقي لكي يقيم به وجودا أخلاقيا خارج مملكة الرب هو مجرد مقامر و مبارز ، فالعقيدة أمر في أصله غير ثابت لطبيعة البشر "المكابدة" و "التطور" …. إن المؤمن و الملحد في خانة واحدة من حيث المكابرة و الجلد ، فلكي يستمر حال الكفر أو حال الإيمان يلزم الانسان جهدا كبيرا ، لسبب بسيط " الإنسان كائن perfectible" كما قال جون جاك روسو ، أي له ميل فطري نحو الكمال ، لذلك تراه يبحث و يتساءل و لا يكتفي من أجل الارتقاء بذاته…! يصبح "الدين" موضوع جدال لمن تبلدت حواسه و استسلم لغبائه …. و المتأمل في حال الأمة التي من المفروض أنها خير أمة أخرجت للناس يتبين بشكل جلي أن هناك استكانة مريضة للطقوس دون روحها و دلالتها، الشيء الذي ينطبق على اللادينيين الذين بدورهم استكانوا للغرائز كناموس طبيعي يقفون عند حدوده ليعفيهم من أي اجتهاد للارتقاء…. كل شيء في هذا الوجود في تحول و حركة تحت إمرة "الزمن" لذلك وجب على كل مخلوق عاقل تدبير وجوده في كل لحظة و حين ….! نام العالم الإسلامي عند بن تيمية و من استفزهم النص وضعوا وسائدهم على سرير نيتشه ثم تهيأ لهم انهم أذكى من غيرهم لأنهم يتجولون نياما…..