كان أساتذتنا الأفاضل في مراحل تمدرسنا المبكرة يخبروننا أن الصيام شعيرة سامقة نمتثل لها من أجل استشعار ما يعانيه المحروم و المحتاج و كنا نصدق متأثرين بالفكرة حد البكاء أحيانا….! و لكن مع رحلة العمر و توالي موارد المعرفة و التأمل اتضح أنها أروع شعيرة لأنها انقطاع كل المؤمنين دون استثناء، عن الدنيا و عن الحاجة البيولوجية و عن كل العادات المغرقة في التمادي من أجل تدريب روحاني و عقلاني يحتفي بالجوارح ، فالحضرة المنشودة في ليلة قدر عظيمة و بين يدي الخالق العظيم لا تقتضي إلا شرط الطهارة الروحية و هي ما يهديه رمضان لكل مقبل عليه إيمانا و احتسابا، مسيرة تتوج بقرب رباني قمين بكل روح تاقت لعين الوجود و جوهره…