لاأحدينكردور الصيام على صحة الإنسان بصفة عامة ،فالذي خلق هذا الجسم وقدر له كل شيء في هذه الحياة الدنيوية ، يعرفه حق المعرفة بل هو الخبير العليم بحاجياته الروحية والجسمية ،فلعل الصوم يمكن تشبيههإن أمكن لنا ذلك بالراحة البيولوجية لأكثر من عضو في جسم الإنسان خلال هذا الشهر الأ برك( الصيام والكبد: شراكة بيولوجية)ويعطى الصيام لخلايا الكبد وأنسجته فرصة للراحة والتجدد متى كان سليما.*1 وكذلك بالنسبة لعضو المعدة، و التي تقوم بعملية هضم كل ما يصل إليها عبر البلعوم طيلة النهار و الليل وهي بيت الداء،لهذا أخبرنا نبينا الكريم في الحديث الشريف بأن (الصوم جنة) أي وقاية من الأمراض نتيجة الوظائف التي تقوم بها هذه الأعضاء الداخليةللجسم طيلة السنة بكاملها دون توقف.
لكل هذا نجد أن رب العزة سبحانه وتعالى يفسر لنا في مجمل تنزيله لماذا فرض على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصيام ، كفرض أساسي بالإضافة إلى باقي فرائض الإسلام الأخرى من شهادتين وصلاة وزكاة وحج لمن استطاع إليه سبيلا ،(يا أيها الذينآمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .صدقالله العظيم )،فبصومنا لهذا الشهرالأ برك كما أراده ربنا عز وجل وعلى سنة ونهج نبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه، سنحقق هدفنا الأسمى من الصيام وهو التقوى والإيمان. (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )الحديث الشريف ،فالآية الكريمةتذكرنا بالتقوى والحديث الشريف بالإيمان ويمكن لكلام علي كرم الله وجهه أن يفسر لنا التقوى، حيث يقول :(التقوى هو الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل )،وكله فيه مراقبة لله عز وجل في كل أعمالنا وأفعالنا وسلوكاتنا اليومية بتجنب كل ما حرم الله فعله على هذه الأمة الإسلامية و ما أباح لها من الطيبات و التي أحلها لنا : (فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم.صدق الله العظيم). فالصوم ليس سوى إمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بل هو شعيرة من الشعائر الدينية التي فرضها الله تعالى على هذه الأمة المحمدية، و التي جعلها الله لها كمحطة سنوية عبارة عن مدرسة للتقوى ،و لكي تجدد فيها إيمانها وتعود إلى الله قبل الرحيل وفوات الأوان ، وذلك عن طريق التقرب إليه بالذكر وقراءة القرآن الكريم والدعاء والتضرع إليه سبحانه وتعالى بالدعاء وقيام الليل والتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين وصلة الرحم ليزداد منسوب الإيمان في قلوب المسلمين (الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. الحديث الشريف). فخلالشهر رمضانتصفد الشياطين وتغلق أبواب جهنم وتفتح أبواب الجنة(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) الحديث الشريف و المنادي ينادي ياباغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ،ويضاعف فيه الأجر عن كل أعمال البر،وجعل الله أوله رحمة وأو سطهمغفرة وآخره عتق من النار. صوموا تصحوا،و كل هذا أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن فضائل الصوم. إنها فضائل كثيرةيمكن أن يجنيها المسلم و المسلمة إذا ما راقبا الله عز وجل في كل أفعالهما وأعمالهما وصامت جوارحهما عن المعاصي التي اجتهد إبليس على الإنسان المسلم على ارتكابها وهو لا يبالي ،من نميمة وغيبة وكلام فاحش وقطع لصلة الرحم ،وقطع الصلة أيضا بالمساجد و بقراءة القرآن الكريم والاجتهاد في باقي العبادات اأ خرى. لكل هذا فالصيام مدرسة سنوية لتعلم الإيمان والتقوى،و جعلها ربنا عز وجل لهذه الأمة الإسلامية كي تجدد إيمانها وتقويهلتعود مرة أخرى لنفسها لتطهرها وتزكيها بتقوى الله عز وجل في شهر رمضان،والتمرس على أشياء كثيرة فيه لتعيد به توازنها الروحي وارتباطها بالخالق عز وجل ،لأنهم في غفلة عن آخرتهم بسبب كثرة آنشغالاتهم الدنيوية وصراعهم الداخلي مع الهوى والنفس والشيطان ، قال تعالى : (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى.)صدق الله العظيم.
لهذا يجب علينا أن نأخذ الإسلام كليةبجميع فرائضه ولا نتخير فيما يناسبنا وما لا يناسبنا فالمسلم هو من يشهد أن لا إله إلا الله ويقيم الصلاة و يؤتي الزكاة ويصوم رمضان و يحج بيت الله الحرام إن استطاع إليه سبيلا. فهذه فرائض مفروضة على المسلم فمن فعلها يثاب بالحسنات ومن لم يفعلها يعاقب بالسيئات و لاخيرة للمسلم فيها . (رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ).الحديث الشريف *1-http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=26062015الصيام والكبد: شراكة بيولوجية ليلى إبراهيم شلبي*موقع الشروق