أسدل يوم السبت الماضي الستار على الموسم الكروي للأندية بإقامة المباراة النهائية لبطولة عصبة الأبطال الأوربية، و بذلك ينتهي الموسم الكروي لهاته السنة، لكن مهلا، البطولتين الأوربية و الأمريكية للأمم قريبتان جدا، فلماذا أعلن عن نهاية الموسم الكروي ؟ التعصب للأندية أقوى من التعصب للفرق مما لا شك فيه أن كأس العالم للمنتخبات أكثر قيمة من أي بطولة للأندية، و مع ذلك فإن حدة المناوشات و الأنصار خلال هاته البطولة تكون أصغر بكثير من حدة المناوشات خلال مباريات الأندية، حتى الودية منها، فلماذا ؟ الجواب ببساطة أن المتفرج الكروي يمضي السنة كلها و هو يتابع فريقه المحبب أملا في فوز يدخل السرور لقلبه، و كذلك مباريات الفريق الخصم ترصدا لعثرة من عثراته حتى يشمت في أصدقائه الذين يخالفونه الرأي. أما مبارايات المنتخبات فهي تكون في فترات متباعدة و لا تنجح في خلق الإنقسامات وسط الجمهور، على عكس الأندية التي تفرق بين أبناء البطن الواحدة، و بين الزوجين في كثيرا من الأحيان. لماذا كل هذا الفخر بفوز الفريق، و الشماتة بتعثر الخصم؟ إذا سألت كل مشجع كروي عن سبب اختياره للفريق الأزرق و معاداته للفريق البرتقالي فإنه حتما لن يجد في قرارة نفسه جوابا مقنعا، لكنه قد يجيبك بأن الفريق الفلاني هو فريق الفرجة، أو الفريق الفلاني هو فريق الألقاب، و البعض قد يذهب بعيدا باعتقاده أن فريقه هو رمز مقاومة الإمبريالية و الماسونية و أنه "فريق الله المختار". مهما كانت الأسباب و المبررات فصاحبها يراها مقنهة و منظقية و البعض الآخر قد يجدها سخيفة و مثيرة للشفقة. أذكر دائما تعليق جدتي رحمها الله إزاء تفاعل أخوالي مع مباريات كرة القدم : "واش غادي يقسمو معكم ؟" ( هل سوف يقتسمون معكم؟)، ما لم تعلمه جدتي رحمها الله أن أخوالي و غيرهم لا يفرحون لفوز الفريق أكثر من فرحتهم بالإنتصار لاختيارهم، و تعزز هاته النظرية شماتة المشجع الكروي يتعثر فريق الخصم. ما الحل؟ يدرك العقلاء أن فرحتهم بفوز فريقهم أو شماتهم يتعثر فريق الخصم هو أمر مؤقت، كما أنه ليس من المعقول تعليق المشاعر بأشياء و مسببات لا نتحكم فيها، خاصة إن كانت لا تربطنا بها أيه صلات ( على عكس تشجيع الفريق الوطني ، أو فريق المدينة، أو أحد الأقارب و الأصدقاء )، فما الحل ؟ الحل من التخلص من التعصب الكروي و غيره شأنه شأن التعامل مع الإدمان بصفة عامة، شخصيا لا زلت أبحث عن هذا الحل، فمن وجده فلينصحنا به جزاه الله خيرا.