يعيش الجمهور الرياضي المغربي، حالة استثنائية، اليوم، فالكل متأهب لمتابعة، اللقاء الكلاسيكي الكبير، بين عملاقي الكرة الإسبانية، النادي الملكي ريال مدريد ونادي برشلونة. والمعروف في الأوساط الكروية الوطنية، أن نسبة مشاهدة مباراة الكلاسيكو، تفوق بكثير نسبة مشاهدة جل مبارايات البطولة الوطنية بما فيها الديربي البيضاوي، لذا يعد الجمهور الرياضي المغربي، من أكثر الجماهير اهتماما بالكلاسيكو الاسباني، لما يقدمه له من متعة كروية، قل نظيرها بالدوري المغربي، الشيء الذي يجعل مباراة الكلاسيكو مباراة "مقدسة" لا يمكن للجماهير المغربية التخلف عنها. لكن بالرغم من أن جل المغاربة من عشاق الكلاسيكو الاسباني، إلا أن هناك بعض الفروق، بين المناطق المغربية في متابعته، فشمال المغرب يعد من أكثر المناطق هوسا بالكلاسيكو، نظرا للقرب الجغرافي، وتأثير الاستعمار في تلك المناطق، وللتعرف أكثر على جل مظاهر الاحتفال التي تسبق اللقاء. من مدينة تطوان، أكد محمد البيضاوي، أحد المشجعين البرصاويين، والذي نقلنا إلى الأجواء التي تعيشها مدينة تطوان قبل وبعد الكلاسيكو، وتتجلى أبرز هذه المظاهر في الاستعداد المبكر له، من خلال اقتناء الأقمصة والشعارات، والذهاب إلى المقاهي لحجز الطاولة أو المقعد الذي سيجلس عليه لمشاهدة المباراة، لأنها تكون مملوءة عن آخرها قبل الموعد بأسبوع من خلال الحجز. وأضاف محمد أن هناك مقهى مخصصة لمشجعي الريال تدعى "سينما اسبانيول"، ولا يمكن لأي برصاوي أن يتجاوز الخط الأحمر ويدخل إلى المقهى، وإلا فسيجد ما لا يرضيه، ومقهى مخصصة لمشجعي البارصا وتدعى"بالوما بلانكا" وتعني بالعربية الحمامة البيضاء. ويقول محمد البيضاوي"عشية الكلاسيكو، نتجه إلى وسط المدينة في منطقة تسمى "الخصة"، وهو مكان يتواجد فيه الرياليون بكثرة، وهذا راجع إلى أن سكان مدينة تطوان المتقدمين بالعمر، أغلبيتهم من مشجعي ريال مدريد، ويقطنون بتلك المنطقة، وننتظر حتى تنتهي المقابلة، فإذا كانت النتيجة لصالحنا، نحمل الأعلام ونحول المنطقة إلى عرس حقيقي حتى نغيظهم". ولم تختلف الأجواء كثيرا بعروس الشمال طنجة، التي تتزين يوم الكلاسيكو بالأعلام والأقمصة، والكل يستعد لعرس كروي هام، حسب تعبير ابراهيم أبو الخير، أحد أبناء المدينة، والذي أضاف أن هذا الموعد الكروي هام بالنسبة للمناطق الشمالية، لا يستثنى منه حتى النساء والرجال العجائز، والبيوت جلها في طنجة تجتمع يوم الكلاسيكو، وتكثر الزيارات بين العائلات والأصدقاء، وكل فرد يدافع عن فريقه المفضل ويتنبأ له بالفوز، وكانت هذه المناوشات الكلامية لوقت سابق، تتحول إلى معارك ضارية بين الشباب الطنجاوي، خاصة في المناطق الشعبية، لكن هذه المظاهر بدأت تقل نسبيا في السنوات الأخيرة. والمناطق الشمالية لم تشكل الاستثناء، في عشق الكلاسيكو الاسباني، فالمناطق الصحراوية، أكثر تعصبا وحبا له، خاصة منطقة سيدس افني، التي استقينا منها تصريح أحد قاطنيها، وهو عبد الله جبارة، مشجع لفريق البارصا، والذي اطلعنا على المظاهر التي يخلفها الكلاسيكو، وأشار إلى أن سكان المنطقة من المتتبعين الأوفياء للبطولة الاسبانية، ولا تربطهم بالبطولة الوطنية أية صلة، إلا إذا استثنينا بعض المشجعين لفريق الرجاء البيضاوي بالمنطقة، وأن التعصب يذهب حد رفض ساكنة المنطقة، الاستماع إلى التعليق باللغة العربية، بل يسقطون صوت المعلق العربي، ويستمعون إلى التعليق من خلال موجات الراديو الاسباني، مشيرا إلى أن بعضا من أفراد المنطقة، يعمدون إلى السفر إلى اسبانيا، ومشاهدة الكلاسيكو في عقر داره.