ها نحن على مشارف مشاهدة المبارة النهائية، التي ستجمع بين فريقي بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند الألمانيان بملعب ويمبلي بحيث لا يختلف إثنان على أحقية و جدارة وصولهما لنهائي بالعودة لمسارهما الإسثتنائي طيلة أدوار البطولة ، لكن مايحز في نفسي كمتتبع لهذه الكرة الشاملة كوننا نستهلك هذه الثقافة الكروية الراقية على مدار السنة دون إستخلاص عدة دروس و عبر كروية ، ثقافية و إنسانية تجعلنا نرتقي من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج فعلى سبيل المثال مباريات نصف النهائي الأخيرتين طيلة أطوارهما و أنا أتحصر على مشاهد تمنيت ان اراها في ملاعبنا ولو في منامي ، أكثر من 40 الف من جماهير دورتموند في مدريد جنبا إلى جنب مع جمهور ريال مدريد رغم إختلاف الألوان لكن الروح الرياضية اسمى من كأس تساوي الملايين من الأوروات ، فعندما ترى برشلونة منهزمة ذهابا و إيابا بمجموع سبعة أهداف نظيفة و الملعب مملوء عن ٱخره بجماهير تشجع وتصفق لفريقها قبل و بعد المبارة حينها تدرك ان بين كرتنا و كرتهم سنوات من ضياع ، فمن حسن حظنا أن القنوات الفضائية تفسح لنا المجال لمتابعة ما تجود به مباريات عصبة الأبطال من متعة و فرجة كروية وسط الميدان من خلال التباري و التنافسية و خارج البساط الأخضر من خلال جماهير ترسم أرقى اللوحات و تتغنى بآسمى الأغاني بعيدا عن التعصب الهمجي تنسينا بذالك هواجس كرتنا . فالمقاهي المغربية تمتلئ ساعات قبل إنطلاق المقابلة ، شجار و سب تبادل الشتائم وإ زدحام من أجل الحصول على كرسي لمشاهدة اللقاء ، في حين ملعب المبارة يمتلئ عن آخره قبل دقائق معدودة من بداية المقابلة نظرا لتنظيم عملية الولوج . حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال ، كان لدي موعد مع أحد الفاعلين الجمعويين بالمقهى حركة غير عادية في المقهى ؛ جل نوادل المقهى يشتغلون في نفس اليوم نظرا للقاء العودة الذي يجمع مدريد بدورتموند ، كراسي المقهى محجوزة من طرف أشخاص قدموا منذ فترة الظهيرة مع العلم ان الزمن المتبقي للمبارة أكثر من ثلاثة ساعات و نصف الساعة ، حتى طريفة المشروبات إستثنائية حيث تشهد زيادة من ثلاث إلى أربع دريهمات في ثمن القنينة الغازية ، في غياب تام للإحترام كلام ساقط قبل و بعد المبارة، دائما ما تجد عشاق برشلونة حاضرون في مباريات مدريد و مشجعي مدريد في مبارايات برشلونة من أجل الإستفزاز الذي يتطور بدوره إلى مشادة كلامية و الخطير في الأمر إلى مناوشات وعراك لا يحمد عقباه ، صراحة واقع نعيشه بشكل مستمر يتنافى كليا مع المستوى الراقي الذي تقدمه الكرة الأروبية عامة . تنتهي المبارة ساعات و أيام، و الشارع المغربي لازال لم يكف عن الجدال و الحديث عن برشلونة و مدريد في المقاهي و الإدارات العمومية والخاصة ، حتى الأطفال تجدهم قادمين من المدرسة و صوتهم يعلو في شارع يسردون تفاصيل اللقاء دون نسيان أبسط التفاصيل ، هذا الغزو الكروي الذي أصبح واسع الإنتشار في ظل غياب تام لمنتوج كروي وطني أصبح يشكل تهديدا لنسبة مشاهدة بطولتنا الوطنية ، فعديدة هي المرات التي يتم فيها تقديم مبارة وطنية يومي الثلاثاء والأربعاء كونها تتزامن مع مباريات البارصا و الريال . يجب الإستفادة من الدروس الكروية التي نستخلصها كل موسم من عصبة الأبطال الأروبية ، سواء ا الجانب التنظيمي مرورا بجودة المنتوج على سبيل المثال من سابع المستحيلات أن تجد وسط ملعب المقابلة مليئ بأبناء الرئيس وأقارب اللاعبين ومسؤولين سياسيين في إحدى مباريات التشامبيونزليغ ، على نقيض من ذالك جل مباريات البطولة الوطنية تعرف تواجد كل من له صلة من قريب او بعيد بالنادي عامة قد تبدو للبعض هذه الأشياء تافهة لكنها أساس التنظيم فبدون نظام و تأطير لن نتقدم ولو نصف خطوة للأمام ، خاصة ونحن على مشارف إستضافة كأس العالم للأندية . أشرف لكنيزي رئيس جمعية أنصار و محبي برشلونة بخريبكة