أتيح لي يوم أمس حضور يوم دراسي من تنظيم: فدرالية المقاولين بإقليم العرائش والجماعة الترابية القصر الكبير كان موضوعها: العدالة العقارية استراتيجية لتصميم التهيئة.. ورغم أن العنوان فيه نوع من الاقرار بأهمية وثيقة التعمير موضوع اليوم الدراسي، فإن الحديث عن العدالة العقارية يحمل في طياته كثير من الملاحظات على الوثيقة المعلقة ..! ولا يهمني هنا مناقشة مضامين تصميم التهيئة وتوجهاته الكبرى بقدر ما يهمني الحديث عن معانات مرتبطة بها، والتي تعتبر حافزا لتغيير أسلوب العمل الذي كان سائدا طيلة مراحل التسيير السابق.. لم تكن تلك الشهادات الصادمة التي سمعناها على ألسنة بعض ملاك العقار وبعض المنعشين العقاريين إلا تأكيد على أن مراحل إعداد تصميم التهيئة عرفت اختلالات، جوهرها قصور في إعمال قاعدة التشاور، وهي أحد قواعد (أركان) إعداد تصميم التهيئة، يركز عليها المشرع بغرض الحفاض على العدالة العقارية، لأن قانون التعمير كغيره من القوانين وجد لتحقيق العدل بين الناس، وللمحافظة أيضا على الحقوق وعدم التعسف في تنزيله..، ثم أن هذا القانون يجب أن يشجع الاستثمار ولا يخنق أنفاس المستثمرين، لهذا لا يمكن القبول تحت أي داع بمظاهر الحيف والحرمان في حق ملاك دون آخرين، ولا يمكن القبول به كسيف مسلط في وجه نوايا الاستثمار..! شهادات صادمة شهادات بعض الملاك تدعوك للتساؤل عن نوايا واضعي المشروع والتي لا يمكن القبول بسلامتها، وذلك بالنظر لما اتسمت به مرحلة التدبير السابق من ضعف في التشاور والاشراك ..، وكذلك ذلك التضييق على المستثمرين الذي كان سببا في هجرتهم إلى أماكن أخرى كما صرح بذلك جل المتدخلين..؟! لا يمكن القبول مطلقا بعدم حل ملفات بعض المستثمرين الخواص بداعي أنهم (ماشي قصراوة) _ استمعت لشهادات صادمة تؤكد ذلك_ في وقت رأينا كيف تحمس مدبر الشأن المحلي السابق لإعادة تجهيز تجزئات حديثة طمعا في الأصوات الانتخاباوية..! بعض الملاك العقاريين وجدوا أنفسهم في وضعية معلقة، فالمشروع جعل من أملاكهم مناطق خضراء وطرق ومدارس وبنايات إدارية..، حيث لم يبقي لهم مجالا لاستثمار أو الاستفادة من عقارهم أو التعويض عن نزع الملكية..، وقد استمعت لبعض المتدخلين في وضعية شبيهة لما سردته.. وضعية أخرى ساقتها بعض المداخلات نتعلق بتجزئة قديمة جهزت قبل 2003 لم يحصلوا على رخص لبناء مساكنهم بداعي عدم اكتمال تجهيز تجزئتهم، يتحدثون بأسى عن معاناتهم، ويتحدث صاحب التجزئة بعدهم عن معاناته أيضا مع من سدوا عليه جميع أبواب تسوية وضعية التجزئة..، قيل له حينها: لو كنت (قصراويا) لحلت جميع مشاكلك..، ليعيشوا فينظروا كيف يتم تجهيز مناطق البناء العشوائي بعد 2011، وتجزئات أعيد تجهيزها من جديد..؟! رئيس الجماعة الترابية..الأمل لم يكن حضور السيد محمد السيمو رئيس الجماعة الترابية ليمر دون أن يلفت انتباه الحضور إلى أن شيئا ما تغير في بناية (البلدية)، وأن مسلكا جديدا عنوانه التشاور والاشراك والانفتاح..، انفتاح جسده هذا اليوم الدراسي بحد ذاته..، هذا الانفتاح الذي يتوجس منه جل المنتخبين مخافة الوقوع..، فقد كان رئيس الجماعة الترابية متحررا من هذه التخوفات منفتحا على جل الملاحظات، وعبر عن استعداده للدخول في معركة إتمام الطريق الشاقة لتصميم التهيئة..، يتحدث عن المضي في تنزيل المشاريع تشجيعا للاستثمار المحلي، ويدعو بثقة لعودة الرأسمال المحلي إلى هذه المدينة..، ويعلن عن تعاونه من أجل تخطي الاشكالات بتعاون مع جميع المتدخلين وعلى رأسهم المهندس اابكدوري، مفاجأة اليوم الدراسي كان هو : الجنرال البكدوري كما رسمت ملامحه في الولاية السابقة. * على هامش نشاط فدرالية المقاولين بالعرائش