بمتمّ سنة 2017، سيكون المغرب متوفّرا على أكبر جسر لقطارات الخطوط فائقة السرعة (LGV) في العالم. يقع الجسر في حوض اللوكوس نواحي مدينة العرائش، في منتصف الخطّ السككي للقطارات فائقة السرعة الرابطة، في الشطر الشمالي، بين القنيطرةوطنجة، وبلغتْ نسبة إنجاز الأشغال فيه، إلى حد الآن، 78 بالمائة، في حين تصل كلفته المالية إلى 850 مليون درهم. يصل حجم الخرسانة المستعملة في إنجاز الجسر الذي يصل طوله إلى 2.3 كيلومتر، والذي يخترق حوض اللوكوس، إلى 600 ألف متر مكعّب، وهو ما يعادل، تقريبا، ثلاثة أضعاف حجم الخرسانة المستعملة في مشروع ميناء طنجة المتوسط (طنجة ميد 1). ثمّة رقم آخر يعبّر عن ضخامة المشروع، ويتعلّق بحجم الأتربة والأحجار المستخرجة من عمليات الحفر، أو المستعملة في الردم، والذي وصل إلى 67 مليون متر مكعّب، إضافة إلى 12 مليون متر مكعب أخرى جرى استقدامها من مقالع خارج حوض اللوكوس، لتعويض ما ليس صالحا من الأتربة المستخرجة في المنطقة، بسبب هشاشة تربة أراضي الجهة الشمالية. "كل شيء في هذا المشروع محسوب بدقّة متناهية، هنا نستعمل تقنيات دقيقة، وموادّ بناء جيّدة، ليكون الجسر في مستوى المعايير الدولية لخطوط القطارات فائقة السرعة"، يقول خالد خيران، مدير بناء مشروع الخط فائق السرعة، مشيرا إلى أنّ تشييد الجسر رُوعي فيه الجانب البيئي. فمن الناحية التقنية كان يجب ألا يتعدّى طول الجسر المشيّد في حوض اللوكوس 250 مترا، لكنّ المهندسين الذين أشرفوا على تشييده مدّدوه إلى 2.3 كيلومتر، حتى لا يكون حاجزا للمياه، وأوضح خيرات أن احترام البيئة في القناطر المشيدة على طول الخط السككي وُضع في بداية الدراسات، "لننشئ سكة أقل ضررا بالبيئة". أمّا الأعمدة التي تحمل الجسر فيصلُ عمقها إلى 68 مترا تحت الأرض، وإذا تمّ بسْط هذه الأعمدة على الأرض فإن طولها، مجتمعة، سيصل إلى 115 كيلومترا. ويبلغ عدد الجسور التي أقيمت على الخط السككي للقطارات فائقة السرعة بين القنيطرةوطنجة 12 جسرا، ويخترق السكة معبر للراجلين في كل كيلومتر، في المناطق التي توجد بها دواوير. لكنّ الأهمّ بالنسبة للمهندسين المشرفين على إنجاز جسور مشروع السكة الحديدة لقطارات "LGV" هو أن الشركة المشرفة على المشروع مغربية مائة بالمائة، ويعلّق السموني محمد، مدير قطب التنمية بالمشروع، على ذلك بكثير من الفخر قائلا: "هذه المنشآت الفنية تنجزها شركة مغربية، وهذا فخر كبير لبلدنا أن نشيّد هذا المشروع الكبير، خاصة وأننا نستخدم تكنولوجيا وتقنيات متطوّرة جدا". التقنيات المتطورة المستعملة في تشييد جسر حوض اللوكوس، بحسب السموني، ستعطي قوّة دفع إضافية لمجال بناء السكك الحديدية في المغرب مستقبلا، وستمكّن من تجاوز عدد من الإكراهات المرتبطة بهذا المجال، خاصة في ما يتعلّق بالسلامة، لاسيما في المناطق المعرّضة لأخطار بيئية مثل الفيضانات والزلازل. ويُشارف المقطع الجنوبي من جسر حوض اللوكوس على نهاية الأشغال به، حيثُ تمّ الشروع في وضع السكك الحديدية والتجهيزات، ومن المنتظر أنْ تنتهي الأشغال به مع متمّ شهر يونيو أو يوليوز القادم، بينما يُرتقب أن تنتهي الأشغال بالشطر الشمالي أواخر السنة الحالية، "على أكثر تقدير"، يقول السموني. وبحسب المعلومات التقنية المتعلقة بالخط السككي للقطارات فائقة السرعة، فإنَّ زمنَ السفر من مدينة طنجة إلى الدارالبيضاء سيتقلص من 4 ساعات و45 دقيقة على متْن القطارات الكلاسيكية، إلى ساعتين و20 دقيقة على متن قطارات "LGV"، واعتبر المدير العامّ للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ربيع الخليع، أنّ قطارات الخطوط فائقة السرعة "مفخرة للمغرب".