لا تزال جنبات حي "القصبة" التاريخي في العرائش تعرض للجمهور المحلي، لوحات في فن الخط العربي، الذي تنظمه مدرسة الشريف الوزاني لتحفيظ القرآن الكريم للجالية الأوربية المسلمة، وهي لوحات فنية من إبداع أوروبيات أبا عن جد. معرض فنون الخط العربي تم بتنسيق مع جمعية القصبة للتراث والمدرسة الوزانية التي تدرس القرآن الكريم للعشرات من الأوروبيات المسلمات، كشفن عن مدى حبهن للخط العربي. سرور ساباطيتيليث، من برشلونة، قالت لجريدة هسبريس إن المعرض يشكل بالنسبة لها تتويجا للمجهوادت التي بذلتها بعد التحاقها بمدرسة الشريف الوزاني لتحفيظ القرآن الكريم منذ ستة أشهر فقط. وبعد تعلمها لدروس باللغة العربية، شعرت برغبة كبيرة في مشاركة زميلاتها في رسم لوحات الخط العربي، وقالت "رغم كوننا حديثي عهد بالإسلام، إلا أننا نحب هذا الدين، والقرآن الكريم رغم أننا لا نفهمه جيدا، لأنه بلغة لست لغتنا الأم، ولكن لدينا إرادة لتعلمه". زميلتها هادية بالابْيو، التي تنحدر من أب إيطالي وأم صومالية قالت "أنا أدرس هنا للسنة الثانية على التوالي"، وتضيف "يعجبني الخط العربي جدا، وكل ما له علاقة بالثقافة الإسلامية، وأحب أن أعيش في بلد مسلم لحفظ القرآن الكريم، وتعلم العربية والخط العربي". أما سارة كنوني عيّاش، من إمارة أندورا، فقالت إنها أيضا تعشق الخط العربي، وهو ما ترجمته في رسم لوحة فنية من الحجم الكبير، اختارت لها اللونين البرتقالي والأسود، حيث كتبت عليها الآية الكريمة "إقرأ باسم ربك الذي خلق"، كاشفة أنها رسمت هذه الآية لأنها تحفظ القرآن الكريم إلى حدود هذه السورة. محمد العمراني، أستاذ الخط العربي في ذات المدرسة والمشرف على المعرض، أفاد في تصريح لهسبريس، بأنه تفاجأ للمستوى الذي وصلت إليه الحافظات الأوروبيات، وقال "ليس من السهل على أي إنسان، إذا لم يكن عربيا أن يكتب بالحرف العربي". واعتبر أن "ما قامت به الأوروبيات عمل مبهر بكل المقاييس"، مضيفا بالقول "كنت أسعى دائما لكسر حاجز الخوف من الخط العربي لدى الحافظات، وحاولت جاهدا أن أخلق إحساسا بين الحافظة والخط العربي، بحيث يشعرن كأنهن يرسمن لوحة فنية" . ويروي العمراني كيف بذل جهدا ليُشعر الحافظات بقيمة الخط العربي، رغم أنهن لا يفهمن معانيه، موضحا أنه أراد إنشاء علاقة عاطفية بين المرسومات والرسّامات"، حيث كانت البداية برسم الحروف الأبجدية، قبل أن ينتقل معهن إلى رسم آيات قرآنية كاملة". واستطرد الأستاذ بأنه "كان يتعمد إعطاء الحافظات الأوربيات المجال للإبداع الفردي وبطريقتهن الخاصة، كانت نتيجته رسم 25 لوحة من الخط العربي الجميل، مضافا إليه اللمسة الفنية الأوروبية "، يورد العمراني.