إن الأمر بالمعروف ركيزة من الركائز الأساسية في إصلاح أحوال الأمة ومعالجة مشاكلها وهذا بدليل قول الله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " , فهذه الآية الكريمة عللت سبب تفضيل هذه الأمة على سائرها من الأمم بثلاثة عناصر كبرى , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله عز وجل . فمعايير صلاح الأمة تكمن في الإلتزام بهذه الشروط , والأمر بالمعروف شرط أساسي لتحقيق هذا المقصد , فإلى هنا كل شيء متوازن ومضبوط وكيف لا يكون كذلك وهو وحي منزل من عند الله سبحانه , لكن عندما نرى شخصا يأمر بشيء وينهى عن الإتيان بآخر وهو بعيد كل البعد عن الإلتزام بما يدعو إليه فهذا مالا يقبله الشرع ولا العقل , فالعيب كل العيب أن تقوم بالأمر والنهي و الإفتاء في أمور لاتتوفر فيك ولا تتصف بها , فهذا وحده كفيل برد دعوتك و عدم الخضوع لها وهذا عين قول الله عز وجل " أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ؟؟ أفلا تعقلون " , فالآية صريحة وواضحة في وصف مثل هؤلاء الدعاة بعدم التعقل , فما أحوج الأمة إلى أفعال من شأنها إصلاح أحوال الأمة و السير بها إلى بر الأمان فما هذا الهوان والخذلان الذي نتخبط فيه إلا نتيجة لما نحن عليه من تدني للقيم و إتباع الهوى , وكما قال الإمام الشافعي : نعيب زماننا والعيب فينا …….. وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب …….. ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب …… ويأكل بعضنا بعضا أعيانا