عندما كتبت عن الصديق السيمو أو بالأحرى عن الحملة التي طالته وقتذاك نتيجة زلة لسان يمكن أن تقع لأي منا، اعتبرت وقتئذ أن السي عربوش سمنا على عسل مع الحاج، خصوصا بعد خرجته التي استنكر فيها ما طال السيد البرلماني من كلام غير لائق، واعتبرت أن كلامي وقتئذ يصب في نفس الاتجاه، وهو قلة الأدب وتخسيره اوحكاية السب واللمز التي طغت على جزء من طبقتنا السياسية، أو من هم في حكمها من مشاريع موقوتة تطمح، ولله الحمد، أن تحكمنا وتمثلنا في الصيف القائض من قادم الأيام، لكن لما أجاب السي عربوش وبالنبرة المزاجية غير اللائقة بمسئول حزبي والذي إلى وقت قريب كان يستنكر ويتأسى في مقاله حول الحاج ويندد بمشكل التعريض والنيل ظلما من الآخرين، بدا لي العجب وقلت واحدة من إثنين، إما أن السيد كاتب الفرع تدهورت علاقته بالحاج فندم على ما كتب، أو اختلطت عليه الكشاكيل، إن صحت لغة، واستكثر علي الشخوص المندسة في المقال، ففهم الأمر على عواهنه، وعلى غير مقصدي، مع أنني لم أشر له إلا بالخير، كما يقولون، ولم أذكره إلا في نهاية المقال حيث أشرت إلى أنني سألتحق به للمقهى التي ذكرتها بالإسم، وقصدي كان هو تبرير أن تدخلي أنا والأخ الكريم جاء لوجه الله ولواجب التنديد بحملة التعريض بالأبرياء وليس وراءها شيء آخر، خاصة وأننا سبق أن تتبعنا كتابات على الشبكة تتهم أنصار الحاج البرلماني بسقط الكلام، و بتلقي عمولات تافهة أوجزها بعض الخبيثين في مشروبات وأكل خفيفة مدفوعة، ومن هنا جاءت حكاية الخليع والبيض وكؤوس القهوة في مقالي والتي لم يكتب لنا شربها سويا، إذ أنزه نفسي وإياك عن هذه التفاهات، وحتى يهدأ للأخ عربوش البال، أؤكد له أن الأمر إنما كان على سبيل الدعابة، والرد على الخائضين في الماء العكر واتهام كل من يتجرأ وينبس بكلمة حق، سواء في الحاج أو غيره من الفاعلين، ولا أعتقد أنك ستنكر على السياسة أخلاقها والمفترض أنك في حكم المربي زعما … ويمكنك الرجوع للمقال المتواضع كما نشر وقراءته بتؤدة وحسن نية وطوية، ولا كما فعلت بحكمك المسبق، ولا أعتقد أن حجم الشخوص الواردة في النص والتي تعرف قيمتها ، سوف تنفرك من قراءته القراءة المتأنية، وليس كما يقرأ أي قارىء منفعل، متموقف منذ البداية من شخص أو شخوص لا تعجبه، وانطلاقا من أنه، لا أنا ولا حضرتك، لنا الوقت الكافي لنتقمص دور شخوص الفرجة المجانية، وتهييء الخشبة، أو المنصة بمفهومنا القصري،أمام سيدي بوحمد، لنفرج الآخرين (بتشديد الراء وخفضها)، ونشغل المدينة عنهم، أثير عنايتك آسي عربوش، بأنني، ولو كنت حضريا بالمولد والتربية، وفي مدينة آوتك وعرفت لاشك عمقها وطيبة أهلها وناسها، فإنني لا أتقلق من كلمة شيخ الدوار التي نعتني بها، ولا حتى من شيخ العزارة إذا أردت، حتى وشكلي أنا وأنت لا يوحي بذلك كصورنا المنشورة للأسف، لسبب بسيط وهو أن عبد ربه يحب العروبية ويحترم ناسها، وطالما تقاتل، وقت الولاية، التي لم يكن من اللازم ذكرها حتى لا ندخل في متاهات ربما لم تعشها أو ربما حدثوك عنها لتحكم، قلت تقاتل ضد شيوخ الدواوير ممن على بالك، الذين يأخذونها خلسة مكمدة لمدح الآخرين والذوذ عنهم ثم الدوران عليهم متى قل ما ينفحون، وتلك قصة أخرى لنا ما نقول فيها الكثير، موثقة بالسرد والحكي والبولارويد …. ومن شدة الفز قفزتني (بتشديد الفاء)، وعهدي مثلك، لم يسبق لي في حياتي أن تشرفت بالمقهى التي أثارت حنقك، وأزيد عليك أنني لم ألتقي الحاج الطيب منذ تلك الولاية المرتبطة في ذهنك ربما بالاقتراع الأحادي الإسمي المؤلم والموجع، عندما كان يتقدم أبناء الشعب الأقوياء من أبناء الدروب، وليس الاختباء وراء اللائحة عل وعسى ، أو بكذبة البرنامج المضحك والمنسوخ كما يفعل الآن سياسيو آخر زمان من المرتزقة والمأجورين والمتهافتين الذين قطرت بهم سماء القصر الكبير، ويسترخصون علينا العودة وكأننا كنا في المنفى كما قلت … وتلكم لقمة الخبز نتبعها أينما كانت بفخر وقناعة، وعندما نعود نعود لأهلنا وبلدنا، وننام مطمئنين وليس مثل أيها تافه مملوء بطنه بالعجين، ولا أعتقد أنني أتقن دور الأعرابي، وقلها صراحة لماذا تتملص منها … قل العروبي بكل بساطة، وأنت المتأصل وابن البادية كما نعرفك، فأين العيب ؟ ثم ذاكرة القصريين قوية ويعرفون من وجهه صحيحا كالقزدير، فعلها ويدور بيننا، ويعتقد المسكين أن لا أحد عايق به … ثم المنفى الاختياري … مالي قتلت أحدا … أو زبلتها في … مقام الطلبة وجئت هاربا، اتق الله في نفسك آسي عربوش، ولا داعي أن نرقص وإياك أحيدوس في عرس الآخرين … اللهم إلا … وأتركها معك هكذا … وأعود وأقسم من باب حسن النية أنني لم أقصد شيئا وقتها في حقك أو حق أحد، وبالعربي الفصيح،